كل المقالات بواسطة Abdullah Zafar

المعلَمون يتغلَبون على العوائق أمام الإدماج

على الرغم من الصعوبات الناجمة عن جائحة كوفيد-19، فإننا نفخر بأن نهاية العام الدراسي 2020 قد شهدت تخريج الفوج الـ 6 من المتدربين في برنامج تآلف لتدريب المعلمين والذي ضمَ 73 معلِماً من 23 مدرسة.

وتعمل مؤسسة الجليلية من خلال هذا البرنامج، الذي ينفَذ بالشراكة مع جامعة زايد، على تمكين المعلِمين من القطاعين العام والخاص من المهارات التي تتيح لهم توسيع نطاق عملية الإدماج في الغرف الصفِية وبث روح العزيمة لدى الأطفال.

تميَز أداء المعلمين خلال هذه الأوقات غير المسبوقة من حيث القدرة على تطويع مهاراتهم للتعامل مع التعليم عن بُعد وضمان شمول جميع الأطفال. وكانت هذه السابقة الأولى من نوعها في تنفيذ برنامج تآلف من خلال نهج التعليم المُدمج الذي يشمل جلسات تدريبية مباشرة وأخرى عبر الانترنت.

وذكرت الدكتورة آنا فيريرا، مديرة البرنامج، أن “المشاركين في الفوج الـ 6 قد أثبتوا لنا امتلاك المعلمين في دولة الإمارات العربية المتحدة للمرونة والإبداع وأنهم يقابلون مايستجد من صعوبات بمثل هذه الروح الإيجابية”.

يُقدَم البرنامج باللغتين الإنجليزية والعربية ويستند إلى مبدأ أن لدى كل طفل، بغض النظر عن مستوى قدراته، إمكاناتٍ هائلةٍ يجب الإستفادة منها لتمكينه من التمتِع بحياة سعيدة ومنتجة. ونجح برنامج تآلف في تدريب 416 معلماً لغاية الآن يعملون في 116 مدرسة من جميع أنحاء دولة الإمارات.

عندما يجتمع العلم بالعمل الخيري

سبتمبر 2020

مع دخول العام الدراسي الجديد، نتمنى لطلبتنا عامًا مليئًا بالسرور والنجاح. لقد طرأت تغيرات كثيرة على أسلوب عيشنا ودراستنا وممارستنا لأعمالنا، ولكن ما لم يتغير هو استعدادنا كشعب متكاتف للتكيف والإصرار على مواجهة الشدائد. فاليوم نقف جنبًا إلى جنب لنمضي قدمًا، متخذين في الوقت نفسه جميع التدابير الاحترازية التي تكفل سلامة الموظفين والمدرسين والطلبة وأسرهم والزملاء والمجتمع ككل. فقد أصبح عام 2020 عام التعلم والنمو والمرونة والتعاضد والتكاتف بين جميع أفراد المجتمع.

الخطوات الأولى في الطريق نحو حياة أفضل

بحلول منتصف يناير 2020، كانت وِد البالغة 3 سنوات من العمر تشعر بأنها زارت الطبيب مئات المرات. فهي تعاني من ألم حاد في الركبة نتيجة إصابتها بمرض الركبة الفحجاء (تشوُهات في الساقين أو “تقوًس القدمين”).

بعد زيارة مستشفى الجليلة التخصصي للأطفال، بدا واضحاً أن هذه الحالة كانت تؤثر أيضاُ على صحتها النفسية بقدر ما تؤثر على صحتها الجسدية. إذ أضحت حزينة ومنغلقة على نفسها، وترفض اللعب مع الأطفال الآخرين.

وعلى الرغم من أن خضوعها لعملية جراجية سيؤدي إلى تحسين حالتها بشكل كبير، فقد كانت عائلتها مترددة بهذا الشأن بسبب القيود المالية. جرت إحالة وِد باعتبارها حالة مرشَحة لتلقي الدعم من برنامج عاون في مؤسسة الجليلة، والذي يدعم الفئات المحتاجة من المرضى وتمكنت من إجراء العملية الجراحية في شهر مارس 2020.

ومنذ أن أجرت العملية، تثبت لنا وِد يومًا بعد يوم، كم أنها مريضة يافعة استثنائية حريصة على تنبيه الأطباء لأية مشاكل تعيق سير حياتها، ليتمكنوا بدورهم من التدخل وحل هذه المشاكل لحظة وقوعها.

وانبعثت البهجة في حياتها حين أظهرت صور الأشعة السينية تماثل عظامها للشفاء وتغيَرت شخصيتها بشكل كامل بعد شهور قليلة. فبعد أن كانت منطوية على نفسها أصبحت فتاة مُنفتحةً على الحياة تستمتع بارتداء الملابس واللعب مع الأصدقاء.

اقرء المزيد هنا عن كيف تغيرت حياة الطفلة ود.

أحمد بن سعيد يشيد بإسهامات المانحين في دعم الأبحاث الطبية وتعزيز منظومة وقاية المجتمع

أشاد سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس مجلس أمناء مؤسسة الجليلة، إحدى مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية بإسهامات المانحين في دعم تقدم الأبحاث الطبية في دبي ودولة الإمارات، وتعزيز منظومة وقاية المجتمع والأمن الطبي التي أطلقها سمو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لدعم الأبحاث العلمية كضمانة لاستدامة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية.

جاء ذلك خلال زيارة سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، يرافقه معالي عبدالرحمن بن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، ومعالي ساره الأميري، وزيرة دولة للعلوم المتقدمة، ومعالي حميد القطامي، مدير عام هيئة الصحة بدبي بالإضافة إلى أعضاء مجلس الأمناء ومجلس الإدارة مؤسسة الجليلة، وعدد من المانحين المؤسسين، إلى “مركز محمد بن راشد للأبحاث الطبية” بمؤسسة الجليلة، أول مركز مستقل متعدد التخصصات للأبحاث الطبية الحيوية في دولة الإمارات، والذي دشنه مؤخرًا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بمؤسسة الجليلة في مدينة دبي الطبية وتم تجهيزه بأحدث التقنيات بقيمة 300 مليون درهم.

وقام سموه بجولة تفقديه في المركز حيث التقى بعدد من العلماء للتعرف على مشاريعهم البحثية، كما اطّلع سموه على إنجازات مؤسسة الجليلة في مجال البحث ومجموعة الأبحاث الضخمة التي تدعمها منذ تأسيسها في عام 2013، حيث حرصت المؤسسة على توفير فرص قيّمة لتكثيف الأبحاث الطبية المبتكرة والمؤثرة؛ واستثمرت 25 مليون درهم إماراتي في 95 منحة بحثية و8 برامج زمالة بحثية دولية في مؤسسات دولية رائدة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة واليابان، وذلك لاكتشاف حلول لمواجهة أكبر التحديات الصحية في المنطقة. وقد أثمرت هذه الجهود عن حصول مؤسسة الجليلة على 18 جائزة وطنية ودولية، وتقديم اربعة اكتشافات طبية وخمس براءات اختراع.

كما قامت مؤسسة الجليلة في أبريل من العام الجاري بتوسيع نطاق أبحاثها استجابة لانتشار مرض فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) حيث قدّمت منح بحثية للتصدي لهذا الوباء وغيره من الأمراض المعدية.

بصمة راشد

واستجابة للأزمة الصحة العالمية الحالية، أصبحت مؤسسة الجليلة أكثر حرصا من أي وقت مضى على إيجاد علاجات المستقبل من خلال التقدم في الأبحاث الطبية. وفي هذا الإطار، أطلقت المؤسسة حملة تبرعات بعنوان “بصمة راشد بن سعيد” لإحياء ذكرى المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم وتحتفي بروحه الإنسانية الخيّرة، كما تعد بمثابة رسالة شكر وتقدير للمانحين الذين يستثمرون في الأبحاث الطبية. وتتضمن الحملة جدار المانحين الآلي الذي يعد الأول من نوعه عبر سبع فئات للمنح المقدمة، حيث يحظى المانحون بفرصة لتفعيل حفر أسمائهم على الجدار ومتابعة ذلك بشكل مباشر أو افتراضيًا، كما تقدم هذه المنصة الافتراضية الفريدة من نوعها دليلًا واضحًا على التزام دولة الإمارات بأن تكون في طليعة التطور التكنولوجي والابتكار وتوفر الخدمات الذكية لأفراد مجتمعها.

وقد شهد سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، مراسم حفر اسمه على جدار “بصمة راشد بن سعيد”، أول جدار من نوعه للتعبير عن الشكر والتقدير للمانحين باعتماد أحدث التقنيات وعلم الروبوت ،وعلق سموه على المبادرة قائلًا: “إن قيادة الشيخ راشد الحكيمة وبصيرته النافذة وروحه الإنسانية الخيّرة أسهمت في تحقيق كثير من التطورات المهمة التي جعلت دبي المدينة الحديثة التي هي عليها اليوم. وتأتي “بصمة راشد بن سعيد” لتحيي ذكرى الشيخ راشد وترسم الطريق لرواد المستقبل من أجل تحقيق الإنجازات الطبية التي تسهم في إنقاذ حياة الملايين”.
وأدى تفشي جائحة كوفيد 19 إلى تعظيم الحاجة لإجراء أبحاث طبية تنقذ الأرواح، ويعمل الباحثون في جميع أنحاء العالم على مدار الساعة لإيجاد طرق فاعلة لاحتواء الفيروس وغيره من الأمراض والحد من تأثيرها على البشرية. ويُعد استثمار مؤسسة الجليلة في الأبحاث الطبية كجزء أصيل من التزامها الأكيد بتضمين مساعي البحث والابتكار واستراتيجية الرعاية الصحية طويلة الأمد في دولة الإمارات .

وقالت سعادة الدكتورة رجاء القرق، عضو مجلس أمناء ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الجليلة: ” كمؤسسة ذات طموحات كبيرة، فإن التقدم الذي أحرزناه حتى الآن يؤكد من جديد التزامنا بأن نصبح مؤسسة رائدة في مجال الأبحاث الطبية. وها نحن نسير على الطريق الصحيح بدعم من المانحين، والمؤسسات الأكاديمية والبحثية والمجتمع ككل، نحو إنشاء منظومة بحثية ملهمة تضع دولة الإمارات في طليعة الابتكار الطبي “.

بلورات الأمل

وقد تم الكشف عن المعلم التذكاري “بلورات الأمل” الذي يحمل صورة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بالإضافة إلى 25 من المانحين المؤسسين تقديرًا لدور سموه، في دعم الأبحاث والابتكار وائتمانه مؤسسة الجليلة على الجهود الرامية إلى تنفيذ رؤية سموه لوضع العلوم في الطليعة بما يعود بالنفع على البشرية جمعاء.

من جانبه، قال الدكتور عبد الكريم سلطان العلماء، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الجليلة: “باستطاعة الأبحاث إحداث طفرات طبيعة تغير من نسيج المجتمع الذي نعرفه، ولذلك، فإننا نشيد بدور الباحثين والعلماء والأطباء في رسم معالم مستقبل الطب. كما لا يفوتنا الإعراب عن امتناننا العميق للمانحين المؤسسين الذين ساعدوا مؤسسة الجليلة في مواصلة الأبحاث من أجل تغيير حياة المرضى وعلاجهم.”

 

قائمة المانحين

وتشمل قائمة المانحين مؤسسة عيسى صالح القرق الخيرية ود. راجن كيلاشاند و راجوفيندر كاتاريا ومجموعة عبدالواحد الرستماني وعبدالرحيم محمد بالغزوز الزرعوني ومجموعة اباريل وجامعة أميتي وعائلة المرحوم عبدالله حسن الرستماني وجمعية الاتحاد التعاونية وإعمار العقارية وهيئة كهرباء ومياه دبي وأستر دي إم للرعاية الصحية ومجموعة شوبا ومالابار للذهب والألماس ومجموعة لاندمارك وفيصل وشبانة كوتيكولون وصني فاركي وشركة الإمارات للإتصالات المتكاملة (دو) وعائلة أحمد صديقي وعزيزي للاستثمار ومجموعة دتكو ومؤسسة عبدالغفار حسين والأنصاري للصرافة ودبي القابضة وخانصاحب للهندسة المدنية.

أبحاث معمَقة في العلاقة بين السكَري والصيام

تُظهر البيانات أن نسبة الإصابة بمرض السكري في دولة الإمارات العربية المتحدة تصل إلى 1 من كل 5 أشخاص، مما يجعله أحد أكثر التحديات الملحَة التي يواجهها نظام الرعاية الصحية في البلاد حالياً. ويحرص السكان في هذه المنطقة من العالم على الصيام باعتباره ممارسة دينية، وهذا يشمل العديد من المصابين بالسكري الذين يمارسون الصيام طوال شهر رضمان المبارك دون أي آثار سلبية على صحتهم في حين يُعد البعض منهم عرضة للخطر.

وتقود الدكتورة فتحية العوضي والدكتور محمد حسنين، الحاصلين على منحة من مؤسسة الجليلة، والعاملين في مستشفى دبي دراسة مبتكرة تسعى للحصول على فهم أفضل للمستوى المحدد من الخطر. ولتحقيق ذلك، استخدمت الدراسة 180 مشاركاً من المصابين بالسكري بهدف إجراء مراقبة مستمرة لمستويات الجلوكوز لديهم على مدى ستة أسابيع.

وتمخَضت الدراسة عن توفير بيانات فريدة من نوعها، حيث لم تظهر أي تغيَر كبير سواء في القياسات الحيوية لدى المرضى الذين صاموا وهم مصابون بمرض السكري عالي الخطورة أو مستوى الدهون أو وظائف الكلى. وفي حين طرأ تحسُن على التحكُم في مستوى السكر، فقد ازدادت نوبات انخفاض السكر في الدم أثناء الصيام.

وقد تتمثل الرعاية الأمثل لمرضى السكري، بما في ذلك التثقيف الصحي حول مرض السكري بالتركيز على المسائل المتصلة بشهر رمضان، بشكل أساسي في مراقبة نسبة الجلوكوز وتعديل الجرعة بهدف الحد من المضاعفات الناجمة عن الصيام لدى مرض السكري عالي الخطورة.

ونُشرت التحليلات التفصيلية التي أجراها فريق البحث للبيانات في 5 مجلات للأبحاث الطبية، كما يواصل الفريق إجراء الدراسات الاستقصائية لاستنتاج التوصيات الطبية المناسبة.

صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يطلق مركز محمد بن راشد للأبحاث الطبية التابع لمؤسسة الجليلة

أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، “مركز محمد بن راشد للأبحاث الطبية”، أول مركز أبحاث طبية حيوية مستقل في دولة الإمارات بقيمة إجمالية قدرها 300 مليون درهم.

وقد أكد صاحب السمو أن الأبحاث الطبية جزء أساسي من منظومة وقاية المجتمع والأمن الطبي لدولة الإمارات، وقال سموه: “دعم الأبحاث ضمانة لاستدامة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية”، مُذكراً سموه بمحطات مهمة في تاريخ الأبحاث الطبية في المنطقة إذ قال: “البحث العلمي كان نهجاً للعلماء والباحثين لقرون عديدة في منطقتنا وهو ضمانة رئيسية لمستقبل أكثر استقراراً وصحة.”

جاء ذلك خلال الزيارة التي قام بها صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، يرافقه سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، وسمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس مجلس أمناء مؤسسة الجليلة، إلى مقر المرفق العلمي الذي انطلق بهدف التركيز على أبحاث الأمراض السائدة في الدولة بالإضافة لأبحاث طبية حول كوفيد-19، ضمن مؤسسة الجليلة؛ إحدى مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية.

وقال سموه بمناسبة إطلاق المركز: “هذه خطوة جديدة لدولة الإمارات في طريق الاهتمام بالإنسان والحفاظ على صحته وضمان مستقبله.. المركز سيعمل على تطوير أبحاث تتناسب مع بيئتنا وطبيعة الاحتياجات الصحية لمجتمعنا.. وسيكون إضافة تدعم شبكة المراكز البحثية الطبية العالمية.. فهو جزء من مساهمة دولة الإمارات في مجال الأبحاث الطبية الحيوية في العالم.. ونتائجه ستكون متاحة للمراكز الأخرى.”

وقد التقى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال الزيارة إلى مقر المركز، والتي حضرها سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس اللجنة العليا لإدارة الأزمات والكوارث في دبي، ومعالي محمد عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، أمين عام مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، بعدد من العلماء والمتخصصين، واستمع منهم لشرح عن مشاريعهم البحثية، كما اطّلع على إنجازات مؤسسة الجليلة ومجموعة الأبحاث النوعية التي تدعمها.

ويهدف “مركز محمد بن راشد للأبحاث الطبية” إلى إعداد جيل جديد من الباحثين المؤهلين في التخصصات الصحية المتنوعة، والمساهمة في رسم خارطة صحية شاملة، ورفد المجتمع البحثي المحلي والإقليمي والعالمي ببحوث علمية طبية تخصصية رصينة، وتعزيز الابتكار في قطاع الرعاية الصحية، وتسريع استخدام الذكاء الاصطناعي في رصد الجوائح، ووضع خطط استباقية لاحتواء الأوبئة، فضلاً عن تأسيس قاعدة بيانات طبية متكاملة باستخدام تقنيات تحليل البيانات الضخمة، ودعم الجهود العالمية لإيجاد العلاجات الجديدة واللقاحات الفعالة.

وعن رسالة المركز، قال سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم: “مركز محمد بن راشد للأبحاث الطبية سيسهم في تعزيز الابتكار الطبي، وتمكين جيل جديد من الباحثين المؤهلين في مختلف مجالات الطب الحيوي، ودعم تحقيق إنجازات نوعية في الصناعات الدوائية والابتكارات العلاجية التي تخدم في تلبية احتياجات الدولة والارتقاء بمستوى الرعاية الصحية واستدامة مواردها.”

وأضاف سموه: “مركز الأبحاث الطبية الجديد الذي يتخذ من مؤسسة الجليلة منطلقاً له يجسّد، بفكرته المبتكرة ومبادئه الملتزمة بتعزيز قدرات البحث العلمي والطبي، رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في استشراف المستقبل وبناء مجتمع المعرفة، والتي تشكل الأساس الذي قام عليه مشروع المركز.”

ويرسّخ المركز مكانة دبي ودولة الإمارات في طليعة الابتكار الطبي إقليمياً في المجالات الطبية والصحية، كما يشكل منصة للباحثين والمتخصصين لتبادل المعارف والخبرات والمستجد من المعطيات والمعلومات العلمية المتعلقة بقطاع الصحة وكذلك المستجدات ذات الصلة بالأمراض والأوبئة حول العالم.

وقد أظهرت الأزمة الصحية العالمية الناجمة عن تفشي وباء كوفيد-19 حاجة ملحّة للأبحاث المكثّفة في مجال الطب الحيوي والوقائي وعلوم الأمراض والأوبئة، بعد أن سجّل العالم حتى الآن أكثر من 20 مليون إصابة وما يقارب 730 ألف حالة وفاة ناجمة عن فيروس كورونا المستجدّ.

وفي الوقت الذي يعمل فيه الباحثون من مختلف أنحاء العالم على مدار الساعة لإيجاد طرق فعالة لاحتواء الفيروس وغيره من الأمراض والحد من تأثيرها على البشرية، يأتي إطلاق مركز محمد بن راشد للأبحاث الطبية ليسهم في الجهود الدولية في هذا المجال. كما يوفر المركز الدعم والتجهيزات والتمويل للأبحاث الرائدة التي يقودها العلماء والخبراء والمختصون، وينجزها الجيل القادم من المبتكرين في مجال العلوم الصحية.

ويسعى المركز لعقد شراكات محلية ودولية مع المؤسسات البحثية المتخصصة في التطوير والابتكار في المجالات الصحية والطبية الحيوية لتفعيل الإمكانات المتاحة ومشاركة الأوراق البحثية فيما بين باحثي المركز وأقرانهم ونظرائهم حول العالم.
وفيما يدعم المركز حقوق الملكية الفكرية للأبحاث والدراسات ويلتزم بالأطر الناظمة لإجراءات تسجيل براءات الاختراع المعتمدة عالمياً، يسعى في الوقت نفسه إلى ترسيخ ثقافة الشراكة في إيجاد العلاجات واللقاحات للأمراض والأوبئة وتوفيرها في متناول المرضى والمصابين.

ويسهم المركز أيضاً في تطوير أدوات الأبحاث الطبية من خلال تبنّي أحدث تطبيقات التكنولوجيا البحثية، بما في ذلك رسم الخرائط الجينية للأمراض باستخدام تقنيات الواقع الغامر والواقع المعزز، والرصد الاستباقي لبوادر تفشي الأوبئة باستخدام تقنيات تحليل المؤشرات الحيوية للأفراد واستشراف أنماط انتشار الأمراض باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وخوارزميات التعلّم الآلي، وتعزيز التواصل بين كافة مكونات القطاعات البحثية، والاستثمار الأمثل لطاقات الكوادر المتخصصة في البحوث والتطوير.

كما يسهم المركز الجديد في إعداد كفاءات قادرة على تلبية الحاجات المتنامية في مجال البحث العلمي الطبي. ويشجع المركز من خلال أهدافه الباحثين الشباب على اختيار البحث العلمي والاجتهاد للتميّز فيه، خاصة في مجالات الصحة والطب، ليسهم في توفير بديل لهجرة الباحثين العرب نحو الخارج، ويحفز المؤسسات والأفراد على دعم الأبحاث مادياً ومعنوياً، من أجل الارتقاء بسوية الصحة العامة بشكل خاص، وجودة الحياة في المجتمعات العربية بشكل عام.

ويمثل مركز محمد بن راشد للأبحاث الطبية مشروعاً هادفاً يسهم في تطوير علوم الطب والصحة العامة والابتكار فيها ونشر المعارف والأبحاث العلمية المرتبطة بها لتعميم نفعها. وسيعمل المركز على إعداد كوادر متخصصة في البحث الطبي وفق أساليب التجريب والاستقراء والتقييم واستخلاص النتائج وفق المنهج العلمي.

وسيسعى المركز إلى تعزيز الابتكار في مجال الطب استكمالاً لمساهمات المنطقة في تطوير آليات تشخيص الأمراض وتحليل الحالات المستعصية وحصر أعراض الأوبئة بما في ذلك الحصبة والجدري الصغير والدورة الدموية بالمشاهدة والتدوين، وتعزيز دور العلماء في ابتكار أدوات جديدة في مجالات الجراحة والتعقيم.

ويتمتع مركز محمد بن راشد للأبحاث الطبية بشخصية اعتبارية ككيان مستقل بذاته يمتلك مجلس أمنائه وميزانيته الخاصة التي بدأت بـ 300 مليون درهم لإعداد الباحثين المتخصصين وتمويل الأبحاث والدراسات العلمية في مجالات الطب الحيوي. وهو أول وقف متخصص من نوعه للأبحاث الطبية على مستوى الدولة.

تم خلال جولة صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في مرافق مركز الأبحاث الطبية الكشف عن المَعلَم التذكاري “بلورات الأمل” الذي يحمل صورة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تقديراً لدعم سموه للأبحاث والابتكار من أجل الارتقاء بمستوى الرعاية الصحية والعلوم الطبية في الدولة والعالم. ويضم المعلم التذكاري أيضاً أسماء 25 من المانحين للمركز، المساهمين في دعم البحث العلمي وتطوير المعارف الطبية.

عدّاء من دبي في مهمه خيرية

أثبتت الرياضة في جميع أنحاء العالم أنها إحدى أفضل وسائل العمل الخيري، حيث يتبوَء الجري موقع الصدارة بين وسائل جمع التبرعات ونسب المشاركة.

ولم يكن إلغاء العديد من فعاليات الجري نتيجة للجائحة التي يشهدها العالم ليمنع أحمد علي، المُقيم في دبي، من متابعة عمله الخيري المفضَل.

فقد ابتكر أحمد مبادرة Eid2EidChallenge# (تحدي العيد إلى العيد) وأطلقها بهدف جمع التبرعات لصالح برنامج “فرح” لعلاج الأطفال التابع لمؤسسة الجليلة سعياً لإعطاء الأمل للأطفال المرضى. وعلى الرغم من ارتفاع درجة الحرارة ونسبة الرطوية، فقد جرى أحمد مسافة 5 كيلومترات كل يوم ولمدة 67 يوماً تمتد بين عيد الفطر وعيد الأضحى ووجَه الدعوة للعادائين في دولة الإمارات العربية المتحدة للانضمام له في دعم هذه القضية.

وكان العدَائون ينضمون له أثناء الجري كل يوم وفي مختلف المواقع في كل أرجاء دبي ومن بينهم الشخصية المحلية الشهيرة “بيج رسي” من إذاعة فيرجن. ونظَم نادي “5:30 للجري” سباقاً للجري الخيري بهدف تقديم الدعم لأحمد وجَمع ما يقارب 5,000 درهم إماراتي.

أما مبادرة Eid2EidChallenge# فقد جمعت أكثر من 12,850 درهم إماراتي، حيث قامت مونفيزو للتجارة، شريك مؤسسة الجليلة منذ مدة طويلة، بمضاهاة هذا المبلغ.

وبالإضافة إلى مهارته المذهلة في الجري، يُعد أحمد مصدر إلهام حقيقي ولديه قائمة طويلة من المشاريع الخيرية، كما تطوع للعمل على الخط الأمامي في مواجهة جائحة كوفيد-19 منذ شهر آذار 2020.

الامل يجمعنا

أغسطس 2020
أتمنى أن تكونوا قد أمضيتم عيد الأضحى وأنتم في تمام الصحة والعافية والسعادة. يحل علينا عيد الأضحى ليذكرنا بالتضحيات التي قدمناها خلال الأشهر الماضية سواءً في عملنا ومنازلنا ومجتمعاتنا لنبقى بصحة وسلامة. فقد
شهدت حياتنا تغيرات كثيرة دفعتنا للتكيف معها مسلحين بالمرونة ومفعمين بالأمل في غد أفضل. في مؤسسة الجليلة، ما زلنا نتطلع لمستقبل أكثر إشراقًا رغم آثار جائحة كوفيد-19 التي تلقي بظلالها على الكثيرين حول العالم. فقد بقيت قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة على عهدها في حماية حياة الإنسان وتذكرنا مرةً بعد مرة بأن هناك ما يستحق أن نتطلع إليه، من إطلاق مسبار الأمل إلى المريخ إلى التقدم الهائل الذي أحرزناه في مواجهة فيروس كورونا والمساعدات الإنسانية السخية التي أرسلناها إلى 71 دولة للمساهمة في القضاء على هذا الوباء. نحن ممتنون لأننا نعيش في دولة ينظر قادتها إلى العالم كوحدة واحدة، عالمٌ يجمعنا معًا. وأقتبس هنا من كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: “هؤلاء الناس، من كل الأعراق والألوان والأديان والمذاهب، هم الذين نعمل من أجلهم، كي ينير الأمل حياتهم، وعطاؤنا لهم ولغيرهم لن يتوقف”.