أرشيفات التصنيف: الأبحاث مهمة

التعاون سبيلنا جميعًا نحو النجاح

نؤمن في مؤسسة الجليلة بقدرة الأبحاث على تحقيق الإنجازات الطبية التي بفضلها يمكننا إنقاذ ملايين الأرواح وتغيير شكل العلوم كما نعرفها اليوم. ندرك أيضًا أن هذا الهدف لا يمكن تحقيقه بمجهودات فردية، ونؤمن بقوة شراكاتنا وإمكاناتها. عقد مركز محمد بن راشد للأبحاث الطبية، أحد مبادرات مؤسسة الجليلة، شراكة مع جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية بهدف تعزيز الأبحاث الطبية الحيوية في الإمارات العربية المتحدة.

وبفضل تمويل مؤسسة الجليلة البالغ 8 ملايين درهم سنويًا يتم تخصيصها لدعم الأنشطة البحثية في جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، نجحت مساعي الجامعة بتعزيز الوحدة في مجتمع الباحثين وتوفير المزيد من الفرص لأعضاء هيئة التدريس والطلاب لمواصلة رحلة التعلم واستكشاف طرق لدعم الأهداف البحثية لبعضهم بعضًا. وقد نُشرت العديد من الدراسات البحثية المشتركة في أوراق بحثية عالمية مرموقة.

إن البحث العلمي هو مورد مهم لاكتشاف طرق جديدة لتشخيص وعلاج الأمراض التي تصيب البشرية. ومن جهتها، تشترك مؤسسة الجليلة مع جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية في الالتزام بتعزيز الاكتشافات البحثية في مجال العلاجات والبروتوكولات العلاجية بما يعود بالفائدة على سكان الإمارات العربية المتحدة. وتجمع هذه الشراكة بين مواطن القوة التي تتمتع بها مؤسساتنا، كما تدعم رؤية مؤسسة دبي الصحية الأكاديمية “معًا نرتقي بصحة الإنسان”. تحفز هذه الشراكة الأبحاث التعاونية وترتقي بجودة البرامج البحثية في كلتا الجهتين لدعم منظومة البحوث الطبية المزدهرة في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وبفضل المكانة التي تتمتع بها دبي كمركز عالمي ناشئ للبحث العلمي والابتكار، أدرجت جامعة ستانفورد تسعة من أعضاء هيئة التدريس في جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية ضمن أحدث تصنيف لها لأبرز 2% من العلماء في العالم. لقراءة المزيد، يرجى النقر هنا.

 

تقنية الرقاقة الحيوية تظهر إمكانية تحسين التشخيص

على الصعيد العالمي، تشير التقديرات إلى أن مرض السكري يصيب حوالي 420 مليون من البالغين، بينما في دولة الإمارات العربية المتحدة يُقدر عدد المصابين به بربع السكان المحليين.

وقد تبيّن أن اضطرابات الدم التي تصيب مرضى السكري تزيد من خطر تعرضهم للإصابة بمرض تصلّب الشرايين التاجية والشرايين الطرفية. لذلك، من المهم تطوير تقنيات جديدة من شأنها تقديم أساليب بديلة لفهم تطوّر المرض من أجل تقييم المخاطر المحتملة وتوفير العلاج المناسب مستقبلاً.

في هذا الإطار، يسعى الأستاذ البروفيسور محمد قسيمة من جامعة نيويورك أبوظبي، الحاصل على منحة بحثية من مؤسسة الجليلة، إلى معالجة هذه المشكلة من خلال تطوير تقنية الرقاقة الحيوية لمراقبة وتشخيص مرض السكري عبر استكشاف الخصائص الميكانيكية لخلايا الدم الحمراء. وقد جرى اختبار التقنية الجديدة هذه على عينات دم المرضى بالتعاون مع مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي.

أما تقنية الرقاقة الحيوية، المطوّرة عبر تقنيات معتمدة في تصنيع الترانزستورات والأجهزة الإلكترونية كالهواتف وأجهزة الكمبيوتر ، فتستخدم قطرة دم صغيرة لتقييم قابلية تمدّد خلايا الدم الحمراء أو تباين بمقدار خلية واحدة، حيث تتمدد خلايا الدم الحمراء بفعل حقول كهربائية موجهة في ظاهرة متناهية الصغر تسمى  «التشوّه الكهربائي». وقد فحصت الاختبارات ذات الصلة خلايا دم حمراء متمددة مأخوذة من أفراد مصابين بمرض السكري من النوع الثاني وجرت مقارنة النتائج المستخلصة بالنتائج المتأتية من كرات الدم الحمراء المأخوذة من متبرّعين أصحاء.

ومن المثير للاهتمام أن خلايا الدم الحمراء المأخوذة من عينات الأفراد المصابين بمرض السكري من النوع الثاني قد جرى التمييز بسهولة بينها وبين وخلايا الدم الحمراء المأخوذة من المتبرعين الأصحاء، إذ كانت خلايا الدم المأخوذة من مرضى السكري أكثر صلابةً وأقل تمددًا. ومن خلال النظر إلى قابلية تمدّد خلايا الدم الحمراء، تبيّن مساهمة الرقاقة الحيوية في التحديد السريع لخلايا مرض السكري من النوع الثاني بدقةٍ مقدارها 90%، مّا يدلّ على ما بها من إمكانات الهائلة كأداةٍ تشخيصية موثوق بها لمرضى السكري من النوع الثاني وكتقنيةٍ عالية الإنتاجية تستخدم لتقييم الخصائص الميكانيكية الحيوية للخلايا المأخوذة من العينات السريرية.

الكشف عن آليات لتثبيط نمو الخلايا السرطانية

يُعدّ السرطان السبب الرئيسي الثاني للوفاة عالميًا إذ يؤدي إلى 1 من كل 6 وفيات، وذلك حسب منظمة الصحة العالمية. وترجع شدة فتك السرطان بالأساس إلى انتشار الخلايا السرطانية من أماكن نموها الأوليَّة إلى أعضاء أخرى في الجسم في عملية تُعرف بـ”هجرة الخلايا السرطانية”. تخضع هذه العملية لتنظيم معقد تشارك فيه عوامل متأصلة في المرض وأخرى خاصة بالمضيف.

وفي هذا الصدد، يدرس البروفيسور باسل رمادي، الحاصل على منحة بحثية من مؤسسة الجليلة والأستاذ بجامعة الإمارات العربية المتحدة، طرقًا غير مألوفة قد تتيح التحكم في هجرة الخلايا السرطانية، بل ومنعها. يبحث البروفيسور رمادي مع فريقة إمكانية استخدام فئة من الأدوية، تُعرف بــ”مضادات مستقبلات الإندوثيلن”، لكبح قدرة الخلايا السرطانية على الانتشار. وإذا ثبتت نجاعة تلك الأدوية، فقد يؤدي ذلك البحث إلى تطويع هذه الأدوية لاستعمالها في مكافحة السرطان بعدما كان استعمالها الأصلي في تنظيم ضغط الدم.

وإثباتًا للمفهوم الذي يستند إليه نهج الفريق البحثي، استخدم الفريق مضادات مستقبلات الإندوثيلن في نموذج قبل سريري لسرطان الثدي الثلاثي السلبي. يميل سرطان الثدي إلى الانتشار إلى العظام والكبد والرئتين وجدار الصدر والمخ. لكن حتى الآن، أثبتت الدراسة التي أُجريت بالتعاون مع باحثين في ألمانيا أن مضادات مستقبلات الإندوثيلن يمكنها تثبيط هجرة خلايا سرطان الثدي الثلاثي السلبي إلى أعضاء حيوية مثل الكبد والرئتين. ويركّز البحث حاليًا على كشف الآليات الدقيقة التي تتبعها مضادات مستقبلات الإندوثيلن لتثبيط هجرة الخلايا السرطانية، وهو أمر ضروري قبل استخدام هذه الأدوية في الحالات السريرية.

لمعرفة المزيد عن هذه الدراسة البحثية المستمرة، يُرجى النقر هنا.

بحوث في مجال مضادات الأكسدة لعلاج السُّمنة

تعتزم مؤسسة الجليلة ريادة البحوث الطبيّة وتلتزم بمهمتها المتمثّلة في اكتشاف حلول مبتكرة لمواجهة التحديات الطبية المستقبلية عبر تسخير أعظم العقول في دولة الإمارات، والبروفيسور صلاح غريب الله من جامعة الإمارات العربية المتحدة هو أحدها. يترأس البروفيسور صلاح البحوث العلمية في التغذية والأمراض والشيخوخة وعلاقتها بعلاج الأمراض والوقاية منها. وقد نشر البروفيسور في هذه المجالات المهمّة ما يزيد على 100 مُؤّلف تراوحت بين البحوث العلمية والكتب، كما ألّف أكثر من 60 مقالًا.

وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، تُعد معدلات الإصابة بداء السكري المرتبط بالسمنة في منطقة البطن (تُعرف علميًّا باسم السمنة الحشويّة) من بين الأعلى في العالم. ويُعتبر الالتهاب والضرر التأكسدي من المُسببات المحتملة التي تربط السمنة الحشوية بزيادة خطر الإصابة بداء السكري والمضاعفات الأخرى ذات الصلة.

ونظرا لارتفاع مستويات السمنة والمضاعفات المرتبطة بها في دولة الإمارات العربية المتحدة، دعمت مؤسسة الجليلة دراسة بحثية بقيادة البروفيسور صلاح لدراسة مستويات مضادات الأكسدة في الإنزيمات والفيتامينات وعلامات الضرر التأكسدي في الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة ممن يتلقون تعليمًا غذائيًّا مُنظّمًا، إضافة إلى قياس استجابتهم لفقدان الدهون الحشوية.

ومن المعلوم أن مضادات الأكسدة الموجودة في الفاكهة والخضروات تعزز الصحة من خلال مكافحة الضرر التأكسدي الناتج بسبب زيادة الجذور الحرة المرتبطة بتوليد المضاعفات المتعلقة بالسمنة. ويُعد الإكثار من الفواكه والخضروات من الأمور التي تساعد في فقدان الوزن بسبب انخفاض محتوى الطاقة وارتفاع محتوى الألياف الغذائية فيها.

وقد كشفت نتائج الدراسة أن السمنة مرتبطة بزيادة الإجهاد التأكسدي. كما تدعم نتائج الدراسة الدور المفيد لإكثار تناول الفواكه والخضروات لدى المصابين بالسمنة الحشوية. وإذا ثبتت هذه النتائج، فإن اعتماد خيارات غذائية صحية يمكن أن يكون له آثار إيجابية عظيمة في صحة الناس للحد من السمنة الحشوية وتداعياتها الصحية في دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم أجمع.

عالم يطور أساليب تشخيص اعتلال شبكية السكري

يقارب عدد المصابين بداء السكري 756,000 شخصًا في الإمارات العربية المتحدة، وتشير التقارير إلى أن حوالي 300,000 من المصابين ما زالوا دون تشخيص. ويُعتبر اعتلال شبكية السكري إحدى المضاعفات الرئيسية لمرض السكري وقد تؤدي هذه الحالة إلى فقدان الرؤية إذا تُركت دون علاج. لذلك هناك حاجة ماسّة إلى منهجيات مبتكرة وشاملة تحد من مخاطر فقدان الرؤية من خلال التشخيص المبكر لحالات اعتلال شبكية السكري وعلاجها مبكرًا.

ولتلبية تلك الحاجة، استثمرت مؤسسة الجليلة في دراسة بحثية يقودها الدكتور محمد غزال من جامعة أبوظبي لتطوير نظام للتشخيص بمساعدة الحاسوب يتيح تقييمًا مبكرًا لاعتلال الشبكية لدى مرضى السكري.

يُعدّ التصوير المقطعي للترابط البصري والتصوير المقطعي الوعائي للترابط البصري تقنيات تصوير غير توغلية تُستخدم على نطاق واسع لتشخيص وإدارة مجموعة متنوعة من أمراض الشبكية. ويستخدم نظام التشخيص الجديد بمساعدة الحاسوب التصوير المقطعي للترابط البصري والتصوير المقطعي الوعائي للترابط البصري من أجل التشخيص المبكر لاعتلالات الشبكية السكرية.

ستُحدث هذه التقنية ثورة في الاستعمال الحالي لعمليات المسح وستتيح التشخيص القياسي غير المتحيز لاعتلال شبكة السكري بالاستناد إلى التصوير المقطعي للترابط البصري والتصوير المقطعي الوعائي للترابط البصري. ومن شأن ذلك أن يوسع استخدام هذه التقنيات الذي يتركز حاليًا على اختصاصي الشبكية ليشمل الأطباء الآخرين في المجتمع من أجل حماية حاسة البصر لدى جميع المرضى، بغض النظر عما إن كانوا قادرين على استشارة أخصائي.

يتولى النظام الآلي غير المتحيز تخصيص نظام علاجي لكل مريض من مرضى الشبكية بدرجة كبيرة من أجل تحسين نتائج العلاج وتقليل تكاليفه. ومن خلال هذا النهج، يمكن لأطباء العيون الكشف بدقة وموضوعية عن حالات اعتلال شبكية السكري على الفور، بل وربما مراقبة تفاقم الحالة دون الحاجة إلى التقييم التقليدي الذي قد يفتقر إلى الحساسية أو الدقة.

تحاليل رائدة في مجال سرطان الكبد

يعد سرطان الكبد سببًا رئيسيًا للوفيات المرتبطة بالسرطان في جميع أنحاء العالم وهو سادس أكثر أنواع السرطان انتشارًا في دول مجلس التعاون الخليجي. وقد أشار مسح أجرته دائرة الصحة في أبوظبي إلى أن سرطان الكبد هو عاشر أكثر أنواع السرطان شيوعًا في دولة الإمارات العربية المتحدة وأحد الأسباب الخمسة الرئيسية للوفاة لدى مرضى السرطان من الذكور. ويظهر سرطان الكبد تمييًزا كبيرًا بين الجنسين، حيث نسبة الإصابة به أكثر شيوعًا بين الذكور من الإناث بمقدار مرتين إلى أربع مرات. لم تفهم هذه الظاهرة بشكل كامل بعد، غير أنّه نُقِلَ أنّ لهرمون الإستروجين دور واقٍ في هذا الإطار.

ومن أجل فهم هذه المسألة الحساسة، قدمت مؤسسة الجليلة منحة بحثية للدكتور جبران صويلح محمد من جامعة الشارقة لدراسة “تنظيم التخلق المتوالي الناجم عن هرمون الإستروجين لعملية استقلاب الحديد في سرطان الخلايا الكبدية”.

وقد أظهرت الدراسة أن هرمون الإستروجين وناهضات مستقبلات الإستروجين يعطلان توازن الحديد داخل الخلايا عن طريق تخفيف التعبير عن الجينات الحاسمة المتعلقة باستقلاب الحديد في خلايا سرطان الكبد عن طريق التخلق المتتالي.

ولا يزال إسكات الجينات القائم على التخلق المتتالي والذي يمكن أن يوقف التعبير الجيني في الخلايا السرطانية مجال أبحاث جديدًا في موضوع تولّد السرطان. وبات من الواضح الآن أن المدخلات المقدمة من التحليل القائم على التخلق المتتالي ستستمر في تقديم مساهمات متزايدة باستمرار لتشخيص سرطان الكبد وتحديد مجراه وعلاجه في السنوات القادمة.

ومن شأن الدراسات المستقبلية أن تمهد الطريق لمزيد من النظر في العلاقة المعقدة بين إشارات هرمون الإستروجين وموت خلايا سرطان الكبد. وبناءً على هذه النتائج، تتمثل إمكانيات للابتكار من حيث استخدام ناهضات مستقبلات الاستروجين كعلاج مساعد لتعزيز حساسية خلايا سرطان الكبد للأدوية الكيميائية.

لمعرفة المزيد عن هذه الدراسة، يرجى النقر  هنا.

تطوير علاج جديد لفيروس كوفيد-19

تسببت جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) بفوضى عارمة حول العالم وفرضت تهديدًا كبيرًا على الصحة العالمية. ومنذ تفشي الفيروس لأول مرة، جرى تطوير العديد من العلاجات لمنع انتشاره أكثر واعتُمدت لقاحات كثيرة وقُدّمت على نطاق واسع. لكن التحوّر السريع لفيروس كورونا-سارس-2 يجعل فعالية هذا النهج العلاجي وسلامته محل نقاش مستمر، إذ لا تزال هناك حاجة إلى مضادات للفيروسات الجزيئية الصغيرة لمكافحة انتشار هذا الفيروس.

ولمواجهة هذا التحدي العالمي، أخذت مؤسسة الجليلة زمام المبادرة لدعم البحوث المحلية الواعدة لمكافحة كوفيد-19. ومن الدراسات الحاليّة تُذكر دراسة يقودها البروفيسور طالب الطل من جامعة الشارقة، وهي عبارة عن جهد بحثي معنيّ باكتشاف جزيئات صغيرة تُثبّط إنزيمات البروتياز للفيروس بهدف اكتشاف خيارات علاجيّة هي الأولى من نوعها.

وقد أسهمت أبحاث البروفيسور طالب في تطوير استراتيجيات نموذجية وفعالة للوصول إلى السقالات الأساسية لفئات مختلفة من المركبات المستوحاة من الطبيعة التي تستخدم استراتيجية التعقيد من أجل التنوع. وضمن تلك المجموعة تم اكتشاف علاج محتمل قوي نسبيا وهو علاج يرتبط بإنزيم البروتياز الرئيسي للفيروس.

وكان من بين النتائج الأخرى اكتشاف جزيئات صغيرة جديدة لها قدرة قويّة على تثبيط البروتياز الشبيه بإنزيم البابين للفيروس الذي تم اختباره باستخدام خلايا مصابة مختلفة. وللتحقق من صحة هذه النتائج، تخضع المركبات لمزيد من التحاليل عبر دراسات الترنسكربيتوم المعنية بالنظر في جزيئات الحمض النووي الريبوزي (RNA) والتحقيق في تأثيرها في الجهاز المناعي.

وتشكل هذه النتائج المهمة أساسًا لتطوير علاجات جديدة لإصابات فيروس كورونا.

أبحاث سرطان الثدي الرائدة تعطي بصيصًا من الأمل

سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطان شيوعًا  في دولة الإمارات العربية المتحدة، بنسبة تصل إلى 40% تقريبًا من جميع أنواع السرطان لدى الإناث. لكن ما يدعو للقلق ليس فقط تصاعد معدلات الإصابة به، بل إنَّ ثمة سبب آخر، وهو اكتشاف الحالات متأخرًا عند العرض على الطبيب، حيث إنَّ غالبية النساء اللاتي تم تشخيص إصابتهنَّ بالمرض هنَّ دون سن الأربعين، وأيضًا مصابات بمراحل متأخرة من المرض.

وسعيًا للتصدي لهذه المسألة الخطيرة، قدمت مؤسسة الجليلة منحة بحثية إلى الأستاذ الدكتور “رفعت حمودي” من جامعة الشارقة بهدف فهم طبيعة الدور الذي يسهم به بروتين HER2 ومستقبِلات هرمون البروجسترون والاستروجين وإنزيم كيناز PI3 في نشوء سرطان الثدي، بهدف فهم الطريقة التي يتسبب بها تفاعل تلك الدلالات الحيوية في الإصابة بسرطان الثدي، ومن ثم تطوره فيما بعد إلى أشكاله العنيفة لدى المريضات. إلى جانب أنَّ فهم آلية المرض وكيفية تطوره تمكَّن الباحثين من اكتشاف علاجات قد تحول دون تطوره لمراحله المتأخرة.

وقد طورت الدراسة أسلوبًا رائدًا يقوم على دمج منهجيات من علم الأمراض الكلاسيكي والبيولوجيا الجزيئية والرياضيات وعلم الحاسوب والمعلوماتية الحيوية المتقدمة، لفهم طبيعة دور مستقبِل هرمون البروجسترون في تكوَّن سرطان الثدي.

باختصار، أسفر المشروع البحثي عن تحديد العديد من الدلالات الحيوية التشخيصية والإنذارية – بل وحتى العلاجية – لسرطان الثدي، مما سهَّل من تطوير وتنفيذ الطب الشخصي، ولا سيما سبل الوقاية والتشخيص المبكر والنهج الاستهدافية المختلطة للعلاج؛ مما قدم بصيصًا من الأمل في الشفاء للمريضات.

تحسين علاج سرطان الكبد

يُعد سرطان الكبد واحدًا من أكثر أنواع السرطان شيوعًا في العالم، ويزداد معدل الإصابة به زيادة كبيرة في منطقة الخليج.

ونظرًا لمحدودية خيارات العلاج، فقد قدمت مؤسسة الجليلة منحة بحثية إلى الدكتورة “كيرستن سادلر إيديبلي” من جامعة نيويورك أبوظبي، وهي تدرس استهداف التغيرات التخلقية فوق الجينية والاختلال الجينومي الذي يحدث في سرطان الخلايا الكبدية، بوصف تلك الدراسة وسيلة تبشر بالخير فيما يخص تطوير علاجات جديدة.

فهذا البحث يهدف إلى فهم الكيفية التي على نحوها تؤدي التغيرات التخلقية فوق الجينية إلى الإصابة بالسرطان. أما فريق العمل المعني فيصب تركيزه على منظِّم العوامل فوق الجينية والجين السرطاني، بروتين (UHRF1)، الذي يزداد بكثرة في جميع الأورام الصلبة البشرية، بما في ذلك سرطان خلايا الكبد.

فباستخدام سمك الزرد في التعرُّف على كيفية تسبُّب بروتين (UHRF1) في الإصابة بالسرطان، يُمكِّن هذا النموذج من إمعان البحث في كيفية تكوُّن الخلايا ما قبل السرطانية وكيفية تحويلها إلى خلايا خبيثة مشكلِّة للأورام.

وقد وجدت الدراسة أن زيادة إفراز بروتين (UHRF1) ينشط الشيخوخة الخلوية كآلية تثبيطية للورم، ويوقف تكاثر الخلايا الكبدية، مصحوبا في ذلك بالتنشيط الذي يتم لآليات إصلاح تلف الحمض النووي. والاستجابة لتلف الحمض النووي ضرورية للحث على الشيخوخة الخلوية، وقد يكون من شأن توقيع مناعي محرض للالتهاب وتوظيف الخلايا المناعية في أنسجة الكبد ما قبل السرطانية أن يوقف نمو الورم عبر إزالة الخلايا التالفة بسبب المستويات العالية من بروتين (UHRF1). غير أنه لسوء الطالع، من المحتمل تجاوز الشيخوخة الخلوية ومن ثم تتحول الخلايا ما قبل السرطانية إلى سرطان. وعلى ذلك، تصبح الخلايا التالفة بسبب زيادة إفراز بروتين (UHRF1) خبيثةً وتشكل الأورام. ولا يزال البحث في آلية مجازة الشيخوخة الخلوية مستمرًا، وهو مجال مهم لا بد من استهدافه لمنع الآفات ما قبل السرطانية من التطور إلى أورام.

لمعرفة المزيد عن هذه الدراسة، يرجى النقر هنا.

التدخين يفاقم انتشار السرطان

يأتي التدخين باعتباره أحد أبرز عوامل الخطر للإصابة بسرطان الرئة، إذ يزيد خطر إصابة المدخنين بسرطان الرئة بنسبة 20 إلى 40% مقارنة بنظرائهم من غير المدخنين.

بفضل منحة بحثية من مؤسسة الجليلة، تدرس الدكتورة رانيا زعرور، من جامعة الخليج الطبية في عجمان، تأثيرات التدخين على تحور البيئة الدقيقة للورم، وتحديد سلوك الخلايا الجذعية وتولد المناعة في حالة سرطان الرئة.

يتبع الناس أساليب عديدة للتدخين، بما يشمل تدخين الشيشة. كشف التحليل الذي أجراه الفريق لدخان الشيشة عن وجود تركيزات عالية من السموم، بما في ذلك 27 من المواد المسرطنة جزمًا أو ظنًا، والتي يُعتقد أنها تؤدي إلى حالة من الاعتماد على الدخان، فضلًا عن الإصابة بأمراض القلب وأمراض الرئة وسرطان الرئة.

أشارت الدراسة إلى أن تعريض صفوف الخلايا السرطانية لمكثف دخان الشيشة أدى لعرقلة كل من تكاثر الخلايا ومرونتها، كما تسبب في تلفٍ بالحمض النووي، وحدّ من قدرة الخلايا القاتلة الطبيعية على التعرف على خلايا الورم أو القضاء عليها.

أشارت النتائج إلى أن مكثف دخان الشيشة هو أحد العوامل المساهمة في نشوء مرض السرطان. إضافة لذلك، يؤدي استمرار مرضى السرطان في التدخين إلى تقوية الخلايا السرطانية، وربما يسهم ذلك في انتشار السرطان إلى مناطق أخرى من الجسم. في الواقع، يُعتبر استمرار المرضى بالتدخين مؤشرًا قويًا على انخفاض معدلات البقاء، كما يزيد ذلك من خطر الإصابة بسرطان رئوي آخر، مقارنة بأولئك الذين أقلعوا عن التدخين. يمكن زيادة فعالية أساليب العلاج عبر تجنيب مرضى السرطان التعرض للدخان، مع استهداف الآليات المناعية المسؤولة عن ظهور السرطانات الشرسة، والتي تتميز بتحول الخلايا الظهارية إلى وسيطة والتأثير على سلوك الخلايا الجذعية.