أصيبت سراب بنزيف زجاجي حاد في عينها جعلها في حاجة ماسة لإجراء عملية جراحية عاجلة لكي تستعيد بصرها، وذلك في عام 2021 وبعد مرور بضعة أيام على فاجعة وفاة زوجها، وقد كانت سراب -وهي امرأة سورية الأصل- أقامت حياة جديدة لها في دولة الإمارات العربية مع زوجها الفقيد وطفليهما، وكانت خير مثال على ربة المنزل المتفانية في عملها، إذ أنها كانت تجد سعادتها في رعاية أسرتها وقضاء الأوقات السعيدة مع ابنها وابنتها.
وقد أصابها الاكتئاب والغم بسبب فقدان بصرها، فقد كانت عاجزة عن قراءة القرآن –وهو سبيلها للسكينة الروحية– ومن ثم كانت نفسها تتوق إلى بصيص من الأمل، وقد أعرب ابنها، وهو أحد الركائز الداعمة التي ارتكزت عليها، عن حزنه لما أصابها قائلًا: “أنه لأمر مفجع يُفطر القلب أن أرى والدتي تعاني هذه المعاناة الشديدة.”
ثم جاءت حملة التمويل الجماعي لتخلق حالة جماعية من التعاطف معها، وكان كل تبرع وكل عمل من أعمال العطف والرحمة خيطًا من خيوط الأمل في الظلمة التي كابدتها؛ فقد لاقت دعوة ابنها صدى لدى الكثيرين، ومهد الكرم الذي أغدقه عليها الغرباء الطريق أمام رحلة شفائها، إذ تكفل محظوظ -وهو شريك طويل الأمد لمؤسسة الجليلة- بباقي المبلغ اللازم لإجراء العملية الجراحية لسراب.
وتجسد رحلة سراب بين العملية الجراحية والشفاء خير دليل على قوة المجتمع، حيث تحدث ابنها عن ذلك قائلًا: “تحسن نظر والدتي بعد العملية تحسنًا ملحوظًا، وعادت حياتها إلى طبيعتها. نحن في غاية الامتنان بهذه الهدية النفيسة التي حولت حياتنا؛ فأغلى شيء بالنسبة لي أن أرى والدتي تغمرها السعادة والأمل في المستقبل.”
تذكرنا قصة سراب بأن التعاطف والتكاتف يذهبان الظلمة ويخلقان الأمل حتى في أحلك الأوقات ظلامًا، فبفضل الدعم الذي لاقته سراب من المجتمع، استطاعت أن تخرج من أحلك ظلمات اليأس إلى نور الأمل لتستمتع مرة أخرى بجمال الحياة.
انقر على الرابط لمشاهدة الفيديو.
وتعيش أمينة اليوم حياة جميلة بعد أن انتصرت على المرض، وهي تفتخر بكونها أمًا لفايا وعضوة ومتطوعة في مجلس الأمل. وتعهدت بمساعدة غيرها من النساء اللواتيتعتبر يحاربن السرطان. “أتمنى لو سمعت عن مجلس الأمل خلال المراحل الأولى لمعاناتي مع المرض، فهو ملاذ آمن لاحتضان المرضى وتوفير الدعم النفسي والجسدي والعاطفي. وكم من الرائع أن يتيح لنا المركز هذه بيئة داعمة نساعد فيها بعضنا البعض! فهو مكان يبعث على الشعور بالسعادة ويحثنا على فعل الخير ومساعدة الآخرين، فجميع زوار المركز يعودون إلى بيوتهم والابتسامة تزيّن وجوههم”.
تحب دارلينغتون الموسيقى والأفلام والرقص وتستمتع بالطهي والتفنن في تجربة وصفات الطعام المختلفة من شتى أنحاء العالم، وفي ذلك تقول: “أشعر برضا كبير حين أشارك ما تصنعه يداي مع عائلتي وأصدقائي”.