أرشيفات التصنيف: قصص الأمل

رحلة سراب: رؤية النور من جديد

أصيبت سراب بنزيف زجاجي حاد في عينها جعلها في حاجة ماسة لإجراء عملية جراحية عاجلة لكي تستعيد بصرها، وذلك في عام 2021 وبعد مرور بضعة أيام على فاجعة وفاة زوجها، وقد كانت سراب -وهي امرأة سورية الأصل- أقامت حياة جديدة لها في دولة الإمارات العربية مع زوجها الفقيد وطفليهما، وكانت خير مثال على ربة المنزل المتفانية في عملها، إذ أنها كانت تجد سعادتها في رعاية أسرتها وقضاء الأوقات السعيدة مع ابنها وابنتها.

وقد أصابها الاكتئاب والغم بسبب فقدان بصرها، فقد كانت عاجزة عن قراءة القرآن –وهو سبيلها للسكينة الروحية– ومن ثم كانت نفسها تتوق إلى بصيص من الأمل، وقد أعرب ابنها، وهو أحد الركائز الداعمة التي ارتكزت عليها، عن حزنه لما أصابها قائلًا: “أنه لأمر مفجع يُفطر القلب أن أرى والدتي تعاني هذه المعاناة الشديدة.”

ثم جاءت حملة التمويل الجماعي لتخلق حالة جماعية من التعاطف معها، وكان كل تبرع وكل عمل من أعمال العطف والرحمة خيطًا من خيوط الأمل في الظلمة التي كابدتها؛ فقد لاقت دعوة ابنها صدى لدى الكثيرين، ومهد الكرم الذي أغدقه عليها الغرباء الطريق أمام رحلة شفائها، إذ تكفل محظوظ -وهو شريك طويل الأمد لمؤسسة الجليلة- بباقي المبلغ اللازم لإجراء العملية الجراحية لسراب.

وتجسد رحلة سراب بين العملية الجراحية والشفاء خير دليل على قوة المجتمع، حيث تحدث ابنها عن ذلك قائلًا: “تحسن نظر والدتي بعد العملية تحسنًا ملحوظًا، وعادت حياتها إلى طبيعتها. نحن في غاية الامتنان بهذه الهدية النفيسة التي حولت حياتنا؛ فأغلى شيء بالنسبة لي أن أرى والدتي تغمرها السعادة والأمل في المستقبل.”

تذكرنا قصة سراب بأن التعاطف والتكاتف يذهبان الظلمة ويخلقان الأمل حتى في أحلك الأوقات ظلامًا، فبفضل الدعم الذي لاقته سراب من المجتمع، استطاعت أن تخرج من أحلك ظلمات اليأس إلى نور الأمل لتستمتع مرة أخرى بجمال الحياة.

انقر على الرابط لمشاهدة الفيديو.

“كُتب لي عمر جديد مع ولادة ابنتي”

بشوق كبير، كانت أمينة المهيري وزوجها يعدّان الدقائق والثواني المتبقية لقدوم طفلتهما إلى هذه الدنيا. لقد خطّطا بعناية لأدق التفاصيل، فاختارا لون غرفة والملابس التي سترتديها عند مغادرة المستشفى. كانت الأمور جميلة حتى قرّرت الحياة أخذهما في منعطف آخر بمجرد إحساس أمينة بعلامات المخاض يوم عيد ميلاد قبل الموعد المتوقع للولادة. وفي حديثها عن تجربتها “كان من المفترض أن ألد في يناير 2021 لكنّ من الواضح أن طفلتي كانت على عجلة للقائنا”. وخلال خضوعها لعملية قيصرية لاحظ الأطباء علامات غير مطمئنة، حيث تبين لهم انتشار ورم سرطاني في المرحلة الثالثة على مبيضها الأيمن.

انهارت أمينة في تلك اللحظة وانتابتها صدمة كبيرة، فهي لم تعتقد يومًا أنها ستصاب بهذا المرض الخبيث ولا سيما خلال ولادتها. وأضافت هنا قائلةً: “لقد وقع هذ الخبر مثل الصاعقة، ولكن وقوف عائلتي وأصدقائي منحنني الجرعة التي أحتاجها من الدعم “. وفي الأسابيع التي تلت سماعها هذا الخبر المحزن، خضعت أمينة لسلسلة من العلاجات الصارمة لتستطيع الشفاء من مرضها وفي الوقت ذاته كانت منشغلة بالاعتناء بمولودتها الصغيرة التي أسمتها فايا.

قرّرت أمينة التحلّي بالصبر والتفاؤل بالرغم من قساوة الظروف التي غيّمت على حياتها، فأبت أن تستسلم واتخذت من الأمل حبل نجاة للبقاء صامد طوال رحلة علاجها، ووجدت عزاءً في عائلتها وأصدقائها وشعورها الجديد بالأمومة. “أنا أدرك كم أنا محظوظة للشعور بنعمة الأمومة قبل أن أفقد قدرتي على الإنجاب. فوجود فايا بجانبي منحني القوة لمحاربة هذا المرض، فكيف لا أتحمل العلاج بعد رؤية ابتسامتها التي تذيب القلوب”.

وتعيش أمينة اليوم حياة جميلة بعد أن انتصرت على المرض، وهي تفتخر بكونها أمًا لفايا وعضوة ومتطوعة في مجلس الأمل. وتعهدت بمساعدة غيرها من النساء اللواتيتعتبر يحاربن السرطان. “أتمنى لو سمعت عن مجلس الأمل خلال المراحل الأولى لمعاناتي مع المرض، فهو ملاذ آمن لاحتضان المرضى وتوفير الدعم النفسي والجسدي والعاطفي. وكم من الرائع أن يتيح لنا المركز هذه بيئة داعمة نساعد فيها بعضنا البعض! فهو مكان يبعث على الشعور بالسعادة ويحثنا على فعل الخير ومساعدة الآخرين، فجميع زوار المركز يعودون إلى بيوتهم والابتسامة تزيّن وجوههم”.

على الرغم من جميع التحديات الصحية التي تواجهها، تحرص أمينة على التمتع بكل لحظة في يومها. فهي تعشق رياضة غوص السكوبا وتسعى حاليًا لنيل شهادة الرابطة المهنية لمدربي الغوص لتصبح غواصة محترفة.

قررت أمينة مشاركتنا قصتها لتكسر الصور النمطية المنتشرة في مجتمعاتنا، وتناقش هذا الموضوع الذي يحاول الجميع تجنبه، وتساهم في رفع الوعي بين الناس. وهي تشدّد دومًا على أهمية الخضوع الجميع لفحوصات دورية بما في ذلك الأفراد الذين يتبعون نمط حياة صحي. فقصتها الملهمة هي أكبر دليل على أن مرض السرطان يهدّد جميع الناس بدون سابق إنذار، وأن التشخيص المبكر هو السبيل الأمثل للشفاء.

دارلينغتون تجد “قبيلة الأمل” في مجلس الأمل

لطالما عاشت دارلينغتون مناضلةً ومثابرة. لكن حياتها انقلبت رأسًا على عقب في شهر أبريل لعام 2022 بعد أن بلغها نبأ تشخيصها بالمرحلة الثالثة من سرطان الثدي. وحينها أدركت دارلينغتون أن عليها بذل جهد كبير للتحلي بالقوة ومقاومة هذا المرض للنجاة بحياتها.

علمت دارلينغتون بهذا الخبر المؤسف في سنّ الثالثة والأربعين، وكانت قبل ذلك تعيش حياة صحية، ممّا جعل وقع الخبر عليها صادمًا إلى أبعد الحدود. فسرعان ما سيطر عليها حزن شديد. ومما فاقم همومها فقدان زوجها وظيفته وعدم كفاية تأمينهما لتغطية تكاليف علاجها. لقد كانت دارلينغتون وزوجها عاطلين عن العمل وعاجزين عن تغطية نفقاتهما أو دفع تكلفة العلاج الضروري لمحاربة مرضها وإنقاذ حياتها.

شعرت دارلينغتون بأنها تسير نحو المجهول، لكنها لم تيأس ولم تفقد الأمل، بل تمسكت بأمل التعافي وكأنه “حبل نجاتها”، مدركةً أنه الضامن لعبورها تلك المرحلة الصعبة. وعلى الرغم من معاناتها النفسية والمادية، ظلت دارلينغتون قوية وشجاعة ومفعمة بالحياة. وبمساعدة مؤسسة الجليلة ومجتمع “عاوِن” للمتبرعين، بدأت دارلينغتون في تلقي العلاج اللازم للقضاء على ذلك المرض الخبيث، وبقيت طوال رحلتها نحو التعافي متفائلة وقوية بروح ملؤها العزم والإصرار.

وبعد تعافيها من آخر جلسات العلاج الكيماوي، تلقت دارلينغتون ذات صباح مكالمة من مجلس الأمل لحضور مناسبة الذكرى السنوية الأولى، التي وصفتها بأنها “أعادت إليها الحياة مرة أخرى”. ففي مجلس الأمل وجدت دارلينغتون “قبيلة الأمل”، وهي مجتمع يتألف من مجموعة من النساء اللاتي تأثرن بالسرطان؛ مجتمع لجأت إليه دارلينغتون للحصول على الدعم والتشجيع والتمسّك “بحبل النجاة” الذي طالما تطلعت إليه بشدة. “ظننت أن حياتي بلغت نهايتها، لكن الأمر تغير حين قابلت سيدات رائعات تجمعهن قصص ملهمة تزخر بالشجاعة والصمود”.

أصبح مجتمع مكافحي السرطان بمجلس الأمل بمثابة عائلة دارلينغتون الثانية، فقد مدّها هذا المجتمع بالقوة لمواصلة مسيرتها في مقاومة المرض. ومما زاد اطمئنانها وراحتها في ذلك الوقت الحرج معرفتها أن حالها كحال كثير من النساء الأخريات الذين سبقنها، وهو ما علمها أنّ الإصرار والمثابرة يفضيان إلى زوال الشدّة.

تشهد قصة دارلينغتون على الأثر الإيجابي لمثل تلك المجتمعات وصلابة الروح الإنسانية وأهمية الأمل. فقد ساعدها ما تحلت به من أمل وعزم – والدعم الذي قدمه الذين من حولها – في التغلب على كل الصعاب. إن دارلينغتون ممتنّة لكل من ساعدها في مسيرتها نحو التعافي من المرض. وفي هذا السياق تقول: “لا أستطيع أن أوفي مؤسسة الجليلة حقها من الشكر والثناء، فقد سارعتم لنجدتي حينما أصبت بسرطان الثدي. لقد تملكني الخوف بسبب عدم قدرتي على تحمل نفقات العلاج، لكنني بمساعدة هذا المجتمع الرائع حصلت على كل الدعم الذي كنت أحتاجه. وأنا اليوم بحال أفضل بكثير وأشعر أنني على ما يرام. شكرًا جزيلًا لكم لأنكم منحتموني الأمل وأفضل فرصة لمقاومة هذا المرض”.

“أنا ممتنة لكل من قدَّم لي الدعم طوال هذه الرحلة، وأخص بالذكر عائلتي وأصدقائي والمجتمع الرائع في مجلس الأمل. لقد منحتموني القوة لمقاومة المرض، ولم أكن لأحقق ذلك بدونكم”.

تحب دارلينغتون الموسيقى والأفلام والرقص وتستمتع بالطهي والتفنن في تجربة وصفات الطعام المختلفة من شتى أنحاء العالم، وفي ذلك تقول: “أشعر برضا كبير حين أشارك ما تصنعه يداي مع عائلتي وأصدقائي”.

واليوم تتطلع دارلينغتون إلى المستقبل بروح متفائلة بما سيكون في قادم الأيام. فحلمها هو أن تقدّم برنامجًا حواريًّا حتى تشارك أفكارها مع العالم وتتبادل مع النّاس أطراف الحديث حول موضوعات مهمة. ونحن في مؤسسة الجليلة على يقين بأن دارلينغتون ستحقق حلمها، وها نحن ننتظر مجيء ذلك اليوم حتى نفرح معها ونكون لها سندًا.

ستذكرنا قصة دارلينغتون دائمًا بأن الأمل لا يموت حتى وإن اشتدت الصعاب.

مقاتل صغير شجاع على طريق الشفاء

تعرّفوا على كايرو، هذا المقاتل الصغير الشجاع الذي تم تشخيص إصابته بعيب في الحاجز البطيني (المعروف بثقب في القلب) وعمره لا يزيد على 7 أسابيع. لم تستطع آلامه ومعاناته التأثير على روحه الغضّة، والابتسامة لا تفارق محيّاه.

يومًا بعد آخر، بدأت تأثيرات حالته الصحيّة بالظهور على جسده الصغير. وبحلول إتمامه الرابعة من عمره، كانت قواه تخونه، وطاقته تستنفد لتمنعه عن الاستمتاع بالأنشطة التي اعتبرها الأطفال الآخرون في سنّه أمرًا مفروغًا منه. تملّك والداه الحزن الشديد لرؤية معاناته، وهما يتوقان لرؤيته يركض ويلهو مع أصدقائه. لسوء الحظ، لم يكن لديهما المال أو الضمان الكافي لتأمين العلاج المنقذ لحياته.

جاء الأمل على شكل مبادرة كريمة أطلقتها مؤسسة الجليلة وشريكها منذ فترة طويلة بنك الإمارات دبي الوطني، لجمع الأموال اللازمة لتأمين الرعاية الصحية المناسبة لـ كايرو. تكلّلت العملية بالنجاح، وتغيّرت حياة كايرو نحو الأفضل. أصبح قلبه أكثر قوّة، وجسده مفعم بالطاقة والفرح.

وخلال الإجازة المدرسية، استطاع كايرو أخيرًا السفر لرؤية عائلته الكبيرة، حيث قضى وقتًا رائعًا، وكان مليئًا بالطاقة لدرجة أنه تمكن من التغلب على أبناء عمومته.

والدا كايرو ممتنّان جدًا لكل من قدم يد المساعدة في شفاء ابنهما. “مضى على العملية الآن ثلاثة شهور، وها هو ابننا العزيز يزداد قوة ونشاطًا كل يوم. لا يسعنا الإعراب عن سعادتنا وامتناننا لكل من تدخّل لمساعدتنا. في أحلك أوقاتنا، حصلنا على أعظم هدية على الإطلاق: هدية وجود طفل معافى بيننا. صغير تملؤه السعادة والحياة والأمل”.

حياة فاطمة أصبحت مفعمة بالموسيقى

كانت فاطمة تبلغ من العمر 8 أشهر فقط عندما أخذها والداها لفحص السمع لديها، إذ لم يكن يبدو أنَّها تستجيب لأي أصوات، حتى للضوضاء العالية. وبعد إجراء عدة اختبارات، أكّد الأطباء أنَّها تعاني من فقدان شديد للسمع.

انهار والدا فاطمة، إذ أدركا أنَّ ابنتهما ستعيش حياتها محرومةً من سماع أصواتهما، وخافا عليها من الصعوبات التي ستواجهها طوال حياتها وهي محرومة من نعمة السمع.

وبعد فشل محاولات استخدام جهاز المساعدة على السمع، عاد الأمل إلى الأبوين، حين أوصى الطبيب بزراعة قوقعة أذن متطورة تعيد للطفلة الصغيرة حاسة السمع، حتى تتمكن من النمو وتكون قادرة على السماع والتفاعل كبقية أقرانها.

كانت تكلفة عملية زراعة القوقعة باهظةً جدًا. ومع ذلك، كان الأبوان عازمان على توفير أفضل حل ممكن لابنتهما. فتقدما بطلب استغاثة إلى مؤسسة الجليلة للحصول على المساعدة، واستطاعا الحصول على الدعم اللازم لابنتهما، وأُجريت عملية زراعة قوقعة لفاطمة في شهر أغسطس   الماضي. وخلال مدة قصيرة لا تتجاوز 4 أشهر، أصبحت فاطمة قادرة على سماع أصوات العالم من حولها، بل وتمكنت من نطق الكثير من الكلمات رغم أنَّها لم تحضر جلسات علاج النطق بعد.

كان والدا فاطمة منبهرين من التقدم الكبير الذي حققته ابنتهما، وممتنين بشدة للدعم الذي حصلا عليه من المؤسسة. وتعبيرًا عن امتنانهما، قال الأبوان: “مهما شكرنا مؤسسة الجليلة، لن نوفيها حقها، لِما قدّمته من دعم ومساعدة لابنتنا. لقد استعادت فاطمة نعمة السمع، ويمكنها الآن أن تحيا حياة طبيعية، تستمتع فيها بسماع الأصوات والموسيقى”.

سوق دبي الحرة تترك بصمتها الإنسانية

كان لسوق دبي الحرة عظيم الأثر في حياة العديد من الأشخاص، سواءً محلياً أو على مستوى العالم، بفضل ثقافة المسؤولية المجتمعية للشركات لدى موظفيها. و تهدف مؤسسة سوق دبي الحرة إلى جمع التبرعات لدعم القضايا الخيرية، مع الاهتمام بشكل خاص بالبرامج التي تصب في مصلحة الأطفال.

و كانت مؤسسة الجليلة أحد المستفيدين من دعم سوق دبي الحرة السخي منذ العام 2017، حين تعهدت المؤسسة بتقديم 5 ملايين درهم إماراتي لدعم برنامج “تآلف” التدريبي لصالح الأطفال أصحاب الهمم، ودعم الاستثمار في مجال البحوث الطبية. وبفضل تبرع المؤسسة سنوياً بمبلغ 500,000 درهم إماراتي على مدار 10 سنوات، تمكنت مؤسسة الجليلة من تخريج 16 مجموعة تضم  1020 من آباء ومعلمي الأطفال أصحاب الهمم ضمن برنامج “تآلف” التدريبي، بهدف تمكين مقدمي الرعاية للأطفال أصحاب الهمم من التعامل مع احتياجاتهم، كما استثمرت في العديد من الدراسات البحثية بالغة الأهمية.

وتقديراً لهذه المساهمات الرائعة، تشرفت مؤسسة الجليلة باستقبال ممثلي مؤسسة سوق دبي الحرة في مقرها، لحفر اسمها بجانب أسماء الجهات المانحة الأخرى من روّاد الأمل، على جدار “بصمة راشد بن سعيد” لتكريم المانحين.

وتعليقاً على هذا التكريم، صرّح كولم ماكلوغلين، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لسوق دبي الحرة، قائلاً: “نقدم الدعم لمؤسسة الجليلة منذ العام 2017، ويشرفنا أن نواصل دعم رسالة المؤسسة في النهوض بالبحوث الطبية بدولة الإمارات العربية المتحدة، ويقع على عاتقنا اليوم، أكثر من أي وقت مضى، الحفاظ على صحة وسلامة أفراد المجتمع، وأن نواصل الالتزام بقيم العمل الخيري”.

شركة ماريوت… رائدة دعم المحتاجين دائًاً

تعتبر شركة ماريوت الشرق الأوسط وأفريقيا شريكًا استراتيجياً لمؤسسة الجليلة، حيث تعمل باستمرار على ابتكار الأفكار،ومضاعفة جهودها من خلال حملات الدعم المختلفة لبرامج المؤسسة في مجال الرعاية الصحية.

تشجّع شركة ماريوت موظفيها كل عام، على جمع الأموال لدعم الأطفال المحتاجين للعلاج في المنطقة، ولم يكن عام 2022 استثناءً، إذ حقق برنامج “الطريق إلى الوعي – Road to Awareness” في دورته السنوية نجاحاً باهراً جديداً، حيث جمعت أكثر من 1.8 مليون درهم إماراتي لدعم برنامج “فرح” الذي أطلقته مؤسسة الجليلة لمنح الأمل للأطفال المرضى وأسرهم.

كما تقدم ماريوت دعمها المتواصل لمحاربة سرطان الثدي من خلال حملة #أكتوبر_الوردي في كل عام. وفي شهر أكتوبر من عام 2022، عقدت 46 منشأة فندقية تابعة لشركة ماريوت بمختلف أنحاء الإمارات العربية المتحدة أنشطة وفعاليات مبتكرة لجمع التبرعات لهذا الغرض، واستطاعت أن تجمع تبرعات كبيرة تزيد قيمتها على 650,000 درهم إماراتي، لدعم علاج وأبحاث سرطان الثدي في الإمارات العربية المتحدة.

وإلى جانب أنشطة التواصل الرائعة التي تقوم بها شركة ماريوت، ومشاركتها في الحملات الخيرية وجمع التبرعات، توفر الشركة باستمرار خدمات تقديم الطعام الراقية فئة الخمس نجوم بمختلف فعاليات مركز “مجلس الأمل” المجتمعي لمريضات السرطان، والتي تلاقي ترحيباً كبيراً من زائرات المركز، اللواتي كثيراً ما يعبرنَّ عن شعورهنَّ بالاهتمام المتزايد، بسبب كثرة اختيارات الشاي اللذيذة، وقوائم الطعام الصحي التي تقدمها الشركة.

بفضل ثقافة العمل الخيري التي تتبناها شركة ماريوت وكرمها، تبرعت المؤسسة في عام 2022 وحده بأكثر من 2.5 مليون درهم إماراتي، لدعم مؤسسة الجليلة، كما وفرت خدمات تقديم الطعام الشهي لأكثر من 10 فعاليات خيرية.

سجى تمشي للمرة الأولى

منذ ولادتها، عانت سجى البالغة من العمر 4 سنوات من تشوهات الأطراف مما جعلها غير قادرة على الوقوف أو المشي من دون مساعدة. وللأسف، وبسبب هذا الظرف الصحي، كانت سجى فتاة هادئة وخجولة جدًا وبدأت تكبر وتصبح أكثر وعيّا بذاتها وأدركت أنها غير قادرة على المشي والركض واللعب مثل الأطفال الآخرين.

كان والدا سجى حريصين على تحسين جودة حياة ابنتهما، ولذلك فقد طلبا مشورة الخبراء الذين أوصوا بأن استخدام أجهزة تقويم متخصصة لساقيها وقدميها سيكون مفيدًا لمنحها القدرة على الحركة.

شعر الوالدان بسرور كبير عند معرفتهما بوجود حل يساعد ابنتهما على الحركة، لكنهما كانا في حيرة من كيفية تمويل جبائر الساق والأحذية الطبية شديدة التطور. ناشد الوالدان مؤسسة الجليلة التي أطلقت حملة لجمع التبرعات على موقع “عاوِن” للتمويل الجماعي للمرضى. كانت استجابة المجتمع ورغبته بالمساعدة غامرة بمعنى الكلمة، حيث جُمع كامل المبلغ المطلوب لأجهزة التقويم في فترة زمنية قصيرة للغاية.

حصلت سجى بفضل الدعم السخي من المتبرعين على أحدث نوع من أنواع جبائر الساق والأحذية مما يتيح لها مزيدًا من الحركة والثقة.

وفي حديثها عن التغييرات الإيجابية التي رأتها في ابنتها، تقول والدة سجى: “لا أستطيع أن أوفي حق مؤسسة الجليلة والمجتمع الإماراتي المذهل الذي ساهم في رسم ابتسامة على وجه طفلتي.   بفضل إحسانكم وكرمكم، أصبحت سجى الآن مفعمة بالحياة وحريصة على استكشاف العالم من حولها، بعد أن كانت طفلة خجولة تفتقر إلى الثقة.  السعادة التي أراها على وجهها كل يوم هي تذكير دائم بالهبة الرائعة التي حصلنا عليها”.

“دناتا” ترتقي بجهود التنمية المجتمعية

إن كنت من سكان الإمارات العربية المتحدة، فلا شك أنك تعرف اسم “دناتا” وعلى الأرجح فقد استخدمت خدماتها من قبل. لكن ما قد لا تعرفه هو أنك باستعمال خدمات شركة “دناتا” أو شراء أي من منتجاتها تدعم برامج الرعاية الصحية التي تقدمها مؤسسة الجليلة.

منذ عام 2019، قامت شركة “دناتا” العالمية الرائدة في مجال خدمات الطيران والسفر في الشرق الأوسط بإطلاق وتنفيذ بعض الأنشطة الخيرية وفعاليات جمع التبرعات المدهشة على مدار العام بهدف تحسين حياة المرضى في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وبالنظر إلى أن سرطان الثدي هو الموضوع الرئيسي خلال شهر أكتوبر، استغلت شركة “دناتا” الفرصة لتشارك في حملة #أكتوبر_الوردي عبر التبرع بنسبة من عائدات جميع حجوزات العطلات لدعم أبحاث سرطان الثدي وعلاجاته. وقد قامت الشركة حتى بطلاء إحدى قاطرات السحب باللون الوردي من أجل زيادة الوعي بالمرض وتشجيع الفحص المنتظم والكشف المبكر عن سرطان الثدي. من المرجح أن المسافرين من جميع أنحاء العالم قد شاهدوا لدى استخدامهم مطار دبي الدولي معدات “دناتا” الملفتة للنظر بلونها الوردي أثناء انتظار رحلاتهم.

بالإضافة إلى أنشطتها الخيرية، أطلق مزود خدمات السفر برنامج “dnata4good”، وهي مبادرة يقودها الموظفون لدعم المجتمعات التي يعملون بها. إن أهمية المساءلة الاجتماعية وإحداث تأثير يتجاوز الأهداف التجارية هو أمر أساسي. وفي هذا الصدد، تعهد برنامج “dnata4good” برد الجميل إلى المجتمعات المحلية عبر دعم الجمعيات الخيرية ومشاريع التنمية المجتمعية بما يتوافق مع ركائز العمل الخيري للبرنامج وهي: المجتمع والبيئة وجودة الحياة.

وبفضل الدعم المستمر الذي تقدمه إدارة شركة “دناتا” وموظفوها، جمع الفريق ما يقارب 100,000 درهم إماراتي لدعم برامج مؤسسة الجليلة.

معلمو الإمارات العربية المتحدة يكتسبون مهارات الشمول القيّمة

تلتزم مؤسسة الجليلة بدعم مبدأ الشمول في الفصول الدراسية، وذلك من خلال برنامج “تآلف” لتدريب المعلمين، حتى يتمكن كل طفل من أصحاب الهمم من اكتشاف قدراته الكامنة. منذ عام 2014، يعمل برنامج تآلف لتدريب المعلمين التابع لمؤسسة الجليلة، بالشراكة مع جامعة زايد، على تزويد المعلمين في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة بالمهارات اللازمة لتمكين جميع الأطفال من الملتحقين بالصفوف الدراسية من الازدهار وتطوير قدراتهم وتحقيق أقصى إمكاناتهم.

وتواصل مدرسة سانت ماري الكاثوليكية الثانوية – الفجيرة إرسال معلميها إلى البرنامج الممتد عامًا واحدًا منذ عام 2018، مما ساهم في تعزيز شمول الاطفال بغض النظر عن قدراتهم في الصفوف الدراسية.

من جهته، لاحظ مدير المدرسة الأب سوريش كومار تحسنًا ملحوظًا في المدرسة، حيث قال: “بفضل برنامج “تآلف” لتدريب المعلمين التابع لمؤسسة الجليلة، تمكن المعلمون في مدرسة سانت ماري الكاثوليكية الثانوية من تكييف نهجهم مع احتياجات التعليم الخاص في صفوفهم الدراسية.  لقد تمكن المعلمون من تقديم مساعدة أفضل في التحديد المبكر للمشاكل ومن ثم اقتراح وتنفيذ الاستراتيجيات الكفيلة بدعم هؤلاء الأطفال من أجل تحقيق أقصى إمكاناتهم.   ونتيجة لذلك، تتقدم المدرسة باستمرار نحو تحقيق هدفها بأن تكون بيئة تعليمية شاملة.   ونحن متحمسون لمواصلة شراكتنا مع مؤسسة الجليلة وزيادة قدرتنا على تحقيق مبدأ الشمول”.

نجحت مؤسسة الجليلة، بالشراكة مع جامعة زايد، في تدريب 548 معلمًا من 163 مدرسة حكومية وخاصة في الإمارات السبع، وذلك في إطار التزامنا بدعم سعادة الأطفال أصحاب الهمم ورفاههم.