أرشيفات التصنيف: قصص الأمل

“مؤسسة الجليلة ” تستعرض تجارب عضوات برنامج “توظيف المتعافيات من السرطان”

في إطار جهودها لتمكين المتعافيات من السرطان، تواصل مؤسسة الجليلة، ذراع العطاء لـ”دبي الصحية”، عبر مجلس الأمل التابع لها، دعم تأهيل المتعافيات للعودة إلى سوق العمل بعد الانقطاع الذي فرضته رحلة العلاج، وذلك من خلال برنامج “توظيف المتعافيات من السرطان”.

ويقدم البرنامج دعماً منظماً يستند إلى ثلاث ركائز رئيسية، التدريب، والإرشاد، والتجربة العملية، مدفوعة الأجر لمدة ستة أشهر، ما يتيح للمشاركات العودة التدريجية إلى سوق العمل ويعزز ثقتهن بأنفسهن عبر اكتساب خبرة عملية تحت إشراف موجهين من الجهات المشاركة.
كما يدعم جهودهن في البحث عن فرص وظيفية مستقرة لمن يرغبن في الاستمرار المهني. وقد حقق البرنامج نجاحاً ملموساً من خلال توظيف 9 سيدات في مؤسسات ضمن قطاعات مختلفة.

وفي هذا السياق، استعرضت عدد من عضوات البرنامج تجاربهن الشخصية، مؤكدات أن المشاركة شكّلت نقطة انطلاق نحو مرحلة جديدة بعد التعافي، في ظل بيئة داعمة ساهمت في تعزيز ثقتهن بأنفسهن وجاهزيتهن للعودة إلى سوق العمل.

 

بداية جديدة

قالت جانيت نجوروجي، كينية الجنسية ومقيمة في الإمارات منذ 21 عاماً، إن إصابتها بسرطان الغدد اللمفاوية “هودجكين”، أدّت إلى فقدان وظيفتها.
وأشارت إلى أن التحاقها بمجلس الأمل، ثم ببرنامج “توظيف المتعافيات من السرطان ” بعد إتمام العلاج في عام 2023، أتاح لها فرصة جديدة للاندماج المهني. وقالت: “تمكنت من العودة للعمل كمنسق تكنولوجيا المعلومات، وهو ما أعاد لي الثقة ومنحني دافعاً للاستمرار والتطور”.

 

 

استعادة التوازن

شاركت حنان الرازم، أردنية الجنسية وأم لطفلين، تجربتها مع البرنامج بعد إصابتها بسرطان الثدي عام 2023، حيث واجهت صعوبة في التركيز والعودة إلى الحياة المهنية.
وقالت: “التدريب العملي ساعدني على استعادة ثقتي، وحصلت على فرصة للعمل كمساعدة شخصية”، مشيرة إلى أن الدعم الذي تلقّته خلال فترة التدريب كان عاملاً أساسياً في تعزيز جاهزيتها للعودة إلى سوق العمل.

 

 

 

ثقة متجددة

وأعربت ليكها جايسانكار، من الهند، ومقيمة في الدولة منذ أكثر من أربعة عقود، عن تقديرها للدعم الذي تلقته من مجلس الأمل بعد تشخيص إصابتها بسرطان الكلى عام 2022.
ولفتت إلى أن البرنامج أتاح لها فرصة عملية كمتدربة في إحدى المؤسسات، مما ساعدها في اكتساب خبرة وتطوير مهاراتها مشيرة إلى أن هذا المسار التدريبي ساهم في تعزيز ثقتها والاندماج مجدداً في بيئة العمل.

 

 

بيئة داعمة

وذكرت ماريا تيريزا، فلبينية الجنسية ومقيمة في دبي منذ 26 عاماً، أن البرنامج ساعدها على استعادة شعورها بالاندماج المهني والتواصل مع بيئة العمل، خاصة بعد انقطاع دام سنوات نتيجة رحلة علاجها من السرطان في عام 2022.
وأوضحت أن العودة إلى العمل شكّل نقطة تحوّل في مسيرتها، إذ استعادت من خلالها مهاراتها، وشعرت فعلياً بالانخراط في بيئة عمل حقيقية.

 

 

مرونة مهنية

أكّدت ماندي دسواني، هندية الجنسية وتبلغ من العمر 63 عاماً، أن التحاقها بالبرنامج بعد سنوات من التعافي من سرطان الثدي وفّر لها فرصة وظيفية تتناسب مع نمط حياتها.
وقالت: “بدعم من البرنامج، حصلت على وظيفة ضمن فريق عمل داعم ومتفهم رحّب بي بحفاوة وتقدير حقيقي”، مشيرة إلى أن هذا الدور الجديد حقق لها التوازن بين العمل ومتطلبات الحياة، ما ساعدها على الحفاظ على نشاطها، وقضاء المزيد من الوقت مع أحفادها.

 

 

بداية جديدة

أشارت مانيشا سينغ، من الهند، إلى أن إصابتها بسرطان نادر في الثدي والرئة قبل عامين أدّت إلى اضطرارها إلى التوقف عن العمل، رغم أنها كانت تشغل وظيفة بدوام كامل. وأضافت أن مشاركتها في برنامج “توظيف المتعافيات من السرطان” منحتها فرصة للبدء من جديد.

 

 

للمزيد يمكنكم الاطلاع على الرابط:
البيان

“دبي الصحية” تدعم علاج عبد الهادي وتمنحه شغف الرياضة من جديد ضمن حملة “نبضات”

نجحت “دبي الصحية” في علاج صمام القلب لدى الشاب المصري عبد الهادي أحمد، البالغ من العمر 24 عاماً، ما أسهم في استعادة حالته الصحية ومتابعة أنشطته الرياضية، وذلك ضمن حملة “نبضات” التي تُعنى بتوفير الرعاية الطبية المتخصصة للمصابين بتشوّهات القلب الخلقية والأمراض القلبية المزمنة، والتي أُطلقت عام 2012 بالتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية.
وتُنفَّذ الحملة من قبل “مؤسسة الجليلة”، ذراع العطاء لـ”دبي الصحية”، التي تدعم المرضى غير القادرين على تحمّل تكاليف العلاج، عبر تقديم خدمات طبية متقدمة تشمل العمليات الجراحية الدقيقة والقسطرات القلبية في مستشفيات “دبي الصحية”.
وكان عبد الهادي قد راجع أحد المستشفيات الخاصة في دبي إثر وعكة صحية بسيطة، كشفت الفحوصات التي أُجريت له لاحقاً عن حاجته إلى إجراء عملية لإصلاح صمام القلب، حيث أوصى الأطباء بضرورة التدخل الجراحي لتجنب أي مضاعفات مستقبلية.

شغف مؤجل
وقال عبد الهادي أحمد، إنه يهوى ممارسة الرياضة خاصة كرة القدم، ويحرص على التردد المنتظم إلى نادي اللياقة البدنية، موضحاً أن هذه العادات أسهمت في تشكيل نمط حياته اليومي، إلا أنه اضطر إلى التوقف مؤقتاً عن ممارسة أنشطته الرياضية بناءً على توصية الأطباء بتجنب الجهد الزائد، حفاظاً على حالته الصحية وتفادياً لحدوث مضاعفات، مؤكداً أنه تقبل هذا التحدي بدعم عائلته وأصدقائه، الذين مثلوا له مصدر قوة في رحلته العلاجية.
وفي ظل رغبته باستعادة نمط حياته، قرر عبد الهادي اتخاذ الخطوة، والتوجّه برفقة والديه إلى مؤسسة الجليلة، حيث قدّم طلباً للحصول على فرصة العلاج المجاني، وقد تم قبول طلبه وإدراجه ضمن حملة “نبضات”، ليبدأ رحلة جديدة نحو التعافي في مستشفى دبي.

رحلة الشفاء
يقول عبد الهادي: فتحت عينيّ على صوت الممرضة توقظني برفق، وما هي إلا دقائق حتى بشَّرني الطبيب بنجاح الجراحة. لا أستطيع وصف شعوري في تلك اللحظة، فقد غمرني شعور الطمأنينة والسكينة، وشعرت بدفء مشاعر عائلتي وأصدقائي.
وأكد على الدور الكبير الذي قامت به مؤسسة الجليلة ومستشفى دبي، مضيفاً أنه سيعمل على رد الجميل من خلال التطوع في المبادرات الطبية، مشيراً إلى أن تجربته علمته أن التعاون هو السبيل لتحقيق التكافل المجتمعي وتعزيز أثر الخير الذي تنتهجه دولة الإمارات.

يوسف.. حياة جديدة بعد نجاح زراعة الكلى

لم يكن سهلاً على أسرة يوسف جشيم، الطفل النشيط والمحب للحركة، والبالغ من العمر 14 عاماً أن تراه مرتبطاً بجهاز الغسيل الكلوي، حيث يخضع لعلاج مجهد أثر على صحته ونشاطه اليومي، وقد اضطر يوسف إلى التعايش مع متطلبات طبية صارمة، في وقت يفترض أن ينشغل فيه بالدارسة واللعب كباقي الأطفال في عمره.

عانى يوسف من تعب مستمر وضعف في الحركة، ولا يستطيع تناول طعامه بحرية بسبب القيود الغذائية الصارمة، إضافة إلى خضوعه لجلسات غسيل كلوي مرهقة، ما انعكس على حالته النفسية وأثر على نمط حياته اليومي”.

أبلغ الفريق الطبي أسرة يوسف بالحاجة إلى إجراء عملية زراعة كلى، وهي خطوة ضرورية لتحسين حالته الصحية، ورغم أهمية الإجراء فأن التكلفة ستشكل عبئاً مالياً على الأسرة، ما جعل اتخاذ القرار صعباً من الناحيتين العاطفية والمادية.

ورغم صعوبة القرار والتكلفة العالية المتوقعة، فتحت مؤسسة الجليلة، ذراع العطاء لـ”دبي الصحية”، باب الأمل أمام الطفل يوسف، بعد قبول طلبه واستيفائه للشروط، وتم تحويله إلى مستشفى الجليلة للأطفال لإجراء العملية، ولم يقتصر دور المؤسسة على الجانب المادي، بل شكّل دعمها المعنوي للأسرة مصدر طمأنينة.

بعد نجاح الجراحة، شهدت حالة يوسف، تحسناً ملحوظاً، فقد استعاد نشاطه وتمكن من العودة إلى نمط حياة طبيعي، دون قيود غذائية أو الحاجة إلى جلسات غسيل كلوي، وهذا التحول شمل الأسرة بأكملها، للتخلص من القلق المستمر، المرتبط بحالته الصحية.

وتقول والدته: “اليوم نعيش واقعاً مختلفاً تماماً، فقد عاد يوسف إلى مدرسته وتفاعل من جديد مع أصدقائه، لقد تغيّرت أجواء المنزل بالكامل، ولم نكن نتوقع هذا التحوّل في وقت قصير، ونحن ممتنون لمؤسسة الجليلة التي وقفت إلى جانبنا وقدّمت دعماً لا يُقدّر بثمن“.

وتضيف الأم: “الفريق الطبي كان رائعاً، قدّم رعاية دقيقة ومتابعة مستمرة، والأهم أن هذه التجربة علّمتنا أن الأمل ممكن، وأن الدعم المجتمعي قادر على إنقاذ الأرواح”.

رولا طباع.. أمل جديد بعد أعوام من الغسيل الكلوي

عدة سنوات، عاشت رولا طباع تجربة صحية صعبة، امتدت آثارها إلى الجوانب الجسدية والنفسية والمادية، حيث كانت تخضع لجلسات غسيل كلى ثلاث مرات أسبوعياً، ما أرهق جسدها وأثقل قلبها.
تم تشخيص حالة رولا في عام 2016، عندما كانت تبلغ من العمر 42 عاماً، ومع تطور وضعها الصحي، أصبحت زراعة الكلى الخيار الطبي الوحيد لتحسين جودة حياتها، ورغم التكليف المرتفعة المرتبطة بالإجراء، لم تفقد الأمل وقدمت طلب إلى مؤسسة الجليلة ذراع العطاء لـ “دبي الصحية” لمساعدتها في واقعها.
بعد استيفاء الشروط، تم قبولها ضمن برنامج زراعة الكلى في مستشفى دبي، حيث تكفلت مؤسسة الجليلة بالزراعة إلى جانب تغطية تكاليف جلسات الغسيل والتحاليل، لتبدأ بذلك مرحلة جديدة من العلاج يسوده التفاؤل.
تقول رولا: “كنت أعيش على هامش الحياة، فكل شيء كان مؤجلاً بسبب مواعيد الغسيل الكلوي، والإرهاق لم يفارقني، فيما تكررت المضاعفات الصحية، ما اضطرني للخضوع لعدة عمليات لتغيير القسطرة الوريدية وتحويل مسار الشريان”.
وتضيف: “كانت المفاجأة عندما تلقيت اتصالاً من الفريق الطبي يخبرني بقبولي لإجراء الزراعة”، وكانت تلك اللحظة مزيجاً من الفرح والترقب، وعندما جاء موعد العملية كان كل شيء على ما يرام”.
وأوضحت رولا، أن حياتها تغيرت بشكل كبير بعد العملية، إذ استعادت حريتها في ممارسة أنشطتها اليومية، وأصبحت قادرة على التنقل والسفر دون قيود، بعيداً عن الأجهزة العلاجية، كما انعكس هذا التحول إيجاباً على أسرتها التي رافقتها خلال سنوات العلاج.
واختتمت رولا قصتها قائلة: “زراعة الكلى حياة جديدة بمعنى الكلمة، ومن أعماق قلبي أشكر مؤسسة الجليلة والطاقم الطبي في مستشفى دبي، لمنحي أمل جديد في الحياة، وأدعو الجميع إلى دعم المرضى الأشد احتياجاً إلى هذا النوع من العمليات، لما يمثله من إحداث أثر ملموس في حياة الأفراد وتحسين جودة حياتهم

“مؤسسة الجليلة” تٌعالج عبد الله من عيب خلقي بالرأس بخطة علاجية شاملة

نجحت “مؤسسة الجليلة” ذراع العطاء لـ “دبي الصحية” في منح الطفل عبد الله فرصة لعيش حياة أفضل، بعد علاجه من عيب خلقي في الرأس، ضمن مبادرة “صندوق الطفل” التي تدعم العلاج والرعاية الطبية للمرضى غير القادرين على تحمل تكاليف العلاج.

تفصيلاً:” لم تكن فرحة الأبوين بطفلهما الأول، عبد الله، مصري الجنسية، والمولود عام 2023، سوى بداية رحلة لم يتوقعاها، فسرعان ما تحولت البهجة إلى قلق حين اكتشفا أنه وُلد بعيب خلقي في الرأس”.

حملت الأم أحلاماً وردية لطفلها، متخيلة مستقبله المشرق، لكنها سرعان ما وجدت نفسها في مواجهة مسؤولية كبيرة، تفكر في حياته وتتمنى له مستقبلًا بلا قيود، ورغم المفاجأة، تماسكت ووقفت بجانب زوجها، باحثين معاً عن أمل يُنير درب صغيرهما.

لم يكن هناك ما يثير القلق عند الولادة، كما يروي الأب، وخلال الحصول على جرعة التطعيم الأولى في مركز العوير الصحي بدبي، لاحظت طبيبة الأطفال خللاً في تكوين رأس عبدالله وأخبرته أن العلاج يجب أن يبدأ قبل بلوغه ستة أشهر، ليجد الأب نفسه أمام تحدٍّ لم يكن مستعد له، خاصة أن التأمين الصحي لا يغطي نفقات العلاج.

ويضيف الأب: عرضتُ عبدالله على طبيب ثانٍ، على أمل أن يكون له رأي آخر في التشخيص، يكون أخف وطأة، لكن تقريره تطابق مع رأي طبيبة مركز العوير، حيث أكد أيضاً وجود عيب خلقي في الرأس، وأوصى بمراجعة أحد المستشفيات الكبرى، حينها، أشار إلى مؤسسة الجليلة، ذراع العطاء لـدبي الصحية، لما تمتلكه من إمكانيات متقدمة، عبر مستشفى الجليلة للأطفال.

وبعد دراسة الحالة، جاء الرد المنتظر من مؤسسة الجليلة، بالموافقة على علاج عبدالله والتكفل بالنفقات، وذلك عبر مستشفى الجليلة للأطفال ضمن مبادرة “صندوق الطفل” التابع للمؤسسة، وكانت تلك اللحظة بمثابة الفرج للأسرة، إذ شعرت وكأنها قطعت نصف الطريق نحو رحلة علاج عبدالله.

في مستشفى الجليلة للأطفال خضع عبدالله لفحوصات طبية شاملة، شملت تصوير الرأس لتحديد الحجم بدقة، وصولًا إلى توصية نهائية بوضع خطة علاجية تعتمد على تركيب خوذة طبية مصممة لتعديل شكل الرأس تدريجياً وإعادته إلى وضعه الطبيعي، وقد حُددت مدة العلاج بستة أشهر، وتتطلب متابعة لضمان تحقيق النتائج المرجوة.

بدأ تنفيذ الخطة العلاجية للطفل عبدالله وسط ترقب الأبَوين ودعواتهما الصادقة بأن يُشفى طفلهما الوحيد، ولم تذهب هذه الدعوات سُدى، حيث قام الفريق الطبي بتركيب “الخوذة” بنجاح، مشيرين إلى أن تصحيح شكل الرأس سيستغرق نحو ستة أشهر.

خلال هذه الفترة، خضع عبدالله لمتابعة طبية دورية لضمان عدم حدوث أي مضاعفات، ومع كل فحص، كانت الأمور تسير على ما يرام حتى انقضت الأشهر الستة، وأعلن الفريق بشائر الشفاء التام، ليبدأ عبدالله حياته مجددًا دون قيود، ويتمكن من عيش طفولته بكل طبيعتها.

في هذه الأثناء كانت فرحة الأبوين لا توصف بشفاء طفلهما وعودته إلى ممارسة حياته بشكل طبيعي دون مضاعفات، وأكدا على الدور الكبير الذي قدمه مستشفى الجليلة للأطفال، الذي تحمل المسؤولية كاملة بداية من الفحوصات الطبية والأشعة اللازمة وحتى تركيب الخوذة الطبية، إضافة إلى المتابعة الصحية لمدة 6 أشهر والاطمئنان تماماً على حالة عبدالله.

مؤسسة الجليلة”.. تنقذ “فيرازيا” من اللوكيميا وتمنحها فرصة جديدة للحياة دبي،..

نجحت “مؤسسة الجليلة”، ذراع العطاء لـ”دبي الصحية”، في منح الطفلة “فيرازيا” فرصة جديدة للحياة بعد إصابتها بسرطان الدم (اللوكيميا)، وذلك من خلال التكفل بكامل نفقاتها الطبية ضمن برنامج “عاون” التابع للمؤسسة.

تفصيلاً:” لم تكن عائلة فيرازيا تتوقع أن تأخذ رحلة طفولتها منعطفًا مغايراً، فعندما استمرت الحمى دون انخفاض، وظهرت نتائج غير طبيعية في تحاليل الدم، بدأت القصة تتكشف، بإصابة، فيرازيا فرحان لطيف، من الهند ومواليد 2021، بسرطان الدم (اللوكيميا)، وهنا بدأت رحلة العلاج”.
وقع الخبر كان قوياً، خاصة أن العائلة تحمل في طياتها تجربة سابقة مع هذا المرض، وفقدت إحدى قريبات الأم حياتها بسببه في سن 23 عامًا، غير أنها لم تستسلم للخوف، وقررت مواجهة التحدي بكل قوة وإصرار.

في ثنايا هذا الواقع، لم يكن الخوف مقتصراً على المرض فقط، بل أيضًا على كيفية تأمين العلاج اللازم، فتكاليف العلاجات السرطانية مرتفعة، وبدى المستقبل غامضاً أمام والدي فيرازيا، في هذا الشأن.

وفي خضم هذا القلق، سعت العائلة لإيجاد سبيل لتغطية تكاليف العلاج، فتواصلت مع مؤسسة الجليلة، ذراع العطاء لـدبي الصحية، بحثاً عن حل عاجل، وبخطوات متسارعة، قدمت الأسرة طلباً لدعم علاج طفلتها، وبعد دراسة حالتها، تم قبولها وتحويلها إلى مستشفى الجليلة للأطفال، مع التكفل بكامل النفقات الطبية ضمن برنامج “عاون” التابع للمؤسسة، مما منح العائلة الأمل في بدء رحلة العلاج.

وفي هذا السياق، أوضحت هاجر آل علي، مديرة إدارة البرامج في مؤسسة الجليلة، أن “صندوق الطفل”، التابع للمؤسسة، قد أُسس في نوفمبر 2023، ونجح في تقديم دعم اجتماعي مهم، من خلال توفير الرعاية الصحية الشاملة للأطفال، إلى جانب تعزيز الوعي المجتمعي بتقديم الدعم اللازم.

وأكدت أن مؤسسة الجليلة تتبع مجموعة من المعايير لقبول الحالات المرضية، حيث يتم التركيز على مدى الحاجة الفعلية للدعم الطبي، والوضع المالي للأسرة، بالإضافة إلى تقييم طبي شامل للحالة الصحية للطفل، وفي هذا الإطار نعمل بشفافية مع شركائنا لضمان المساعدة اللازمة بغض النظر عن الجنسية أو الخلفية الاجتماعية.

وأوضحت أن قصص النجاح تُشكل مصدر إلهام للكادر الطبي والإداري وأسرة مستشفى الجليلة، فهي تعزز روح العطاء والمثابرة، وتبعث رسالة تفاؤل للجميع، وعندما نشهد عودة طفل إلى حياته الطبيعية بعد رحلة علاجية، نعلم أن جهودنا تسهم فعلياً في صنع فارق حقيقي.

بدأت رحلة العلاج، وبالرغم من التحديات، كانت روحها المرِحة وابتسامتها حاضرتين دائماً، فقد واجهت الواقع، بابتسامة وعزيمة، وأن الأطباء في مستشفى الجليلة كانوا بمثابة أصدقاء مقربين لها، حيث كانت تنتظر مواعيد الفحوصات، ليس، لأنها مضطرة، بل لترى فريقها الطبي الذي غمرها بالحب والرعاية.

ومع تقدم العلاج، تحسنت حالتها تدريجياً، وعادت إلى طاقتها المعتادة، وأصبحت تستمتع بركوب “السكوتر”، واللعب دون قيود، بجانب تقدمها الدراسي.

وفي رسالة شكر لمستشفى الجليلة للأطفال، تقول العائلة: منذ لحظة استقبال فيرازيا ، شعرنا بالعناية والدعم الكبيرين، لقد قدموا لنا الأمل والطمأنينة قبل العلاج، وعملوا ليل نهار على خدمة طفلتنا، فلهم كل التحية والامتنان.

آدم” : مشاكل القلب والكلى كادت تسلبه الحياه ومؤسسة الجليلة تهديه فرصة جديدة

في لحظة طال انتظارها، استقبل الأبوان مولودهما الأول آدم وسط فرحة غامرة زينتها الزهور والابتسامات، ليكون تحقيقًا لحلم طال انتظاره خلال رحلة حمل مليئة بالتخطيط والأمل، لكن الفرحة لم تكتمل، إذ اكتشف الأطباء أن آدم يعاني من مشكلات صحية في القلب والكلى لم يتم الكشف عنها خلال فترة الحمل، والأمر يستدعي تدخلاً طبياً عاجلاً، ليجد الأبوان اللذان يحملان الجنسية السورية أنهما أمام تحدٍّ طبي ومالي كبير يفوق إمكانياتهم المادية بمراحل.

في ظل هذه الظروف أوصى أحد المقربين من الأب بعرض حالة طفله على مؤسسة الجليلة، ذراع العطاء لدبي الصحية، وبالفعل أسرع الأب إلى المؤسسة طالبا المساعدة، وتم تقديم طلب للحصول على علاج صغيره، وبعد دراسة حالته، تم قبول طلبه ضمن برنامج صندوق الطفل التابع لمؤسسة الجليلة، الذي أكد التزامه بتغطية النفقات الطبية اللازمة ضمن في مستشفى الجليلة للأطفال.

وبفضل التشخيص الدقيق للفريق الطبي، خضع آدم لسلسلة من التدخلات الجراحية المعقدة، شملت عمليتي قسطرة للقلب، وثلاث عمليات لتوسيع الحالب، وزراعة قوقعة سمعية، إضافة إلى جراحات لمعالجة مشكلات في الأذن والأنف والبطن.

وفي هذا السياق قال والد آدم: لم تكن رحلة العلاج سهلة، فقد تنقلنا بين الفحوصات الطبية والعمليات الجراحية المتعددة، وكان علينا التحلي بالصبر والتفاؤل، فكل خطوة نحو التحسن كانت تغرس فينا الأمل وتزيد من تفاؤلنا بمستقبل صغيرنا.

وأضاف: وضع الفريق الطبي خطة علاجية شاملة، مستعيناً بأحدث التقنيات والأجهزة الطبية المتطورة، كما قدموا الدعم النفسي المتواصل، مما كان له بالغ الأثر في رفع معنوياتنا، والتخفيف من الضغوط الصحية والنفسية.

وتابع الأب: أصبح آدم قادراً على السمع بوضوح بعد زراعة القوقعة، كما تحسّنت قدرته على التنفس والنوم بشكل طبيعي بفضل إجراء القسطرة القلبية، فهو الآن يبتسم، ويضحك، ويلعب كأقرانه من الأطفال، وهو إنجاز طبي بارز لم يكن ليتحقق إلا بدعم مستشفى الجليلة للأطفال.

يعد “صندوق الطفل” مبادرة مجتمعية على مستوى إمارة دبي هدفها مد يد العون وتقديم الرعاية الصحية للأطفال خلال رحلة علاجهم، إلى جانب تمكين أفراد المجتمع من توفير الدعم وتعزيز ثقافة العطاء بما يضمن حصول كل طفل على الرعاية التي يحتاجها.

ويأتي “الصندوق” ضمن جهود مؤسسة الجليلة ذراع العطاء لدبي الصحية، لدعم التعليم والأبحاث والعلاجات الطبية، إلى جانب التكفل بعلاج حالات إنسانية لما يزيد عن 8600 حالة، 30% منها أطفال يعانون من أمراض خطيرة مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية، وغيرها من الأمراض المزمنة.

عبدالرحمن.. قلب صغير تحدّى المرض بثلاث عمليات جراحية

وُلِد عبدالرحمن بحالة طبية نادرة تُعرف بـ متلازمة القلب الأيمن ناقص التنسّج (HRHS)، وهي تؤثر على تدفق الدم إلى الرئتين وتسبب صعوبة في التنفس، لم يكن والده ووالدته يعلمان في البداية مدى تعقيد حالته، لكن في اليوم العشرين من عمره، لاحظت والدته أن لون شفتيه وأظافره بدأ يتحول إلى الأزرق مع كل نفسٍ يأخذه، حينها، بدأت رحلة العلاج التي امتدت لسنوات.

بعد إجراء الفحوصات الأولية في مستشفى دبي التابع لدبي الصحية، تم تحويل عبدالرحمن مواليد 2019 باكستاني الجنسية، إلى مستشفى خليفة في أبوظبي، حيث خضع لأول عملية جراحية وهو لم يكمل شهره الثالث، وكانت تلك الخطوة الأولى في سلسلة من العمليات الجراحية التي تهدف إلى تصحيح تدفق الدم وتحسين وظائف القلب.

لم يكن الطريق سهلاً على أسرته، فكل قرار طبي كان يحمل معه الكثير من القلق والتوتر، ولكن في كل مرة، كانت العائلة تجد السند في الأطباء المتخصصين الذين قدموا لهم الدعم والمعلومات اللازمة لاتخاذ القرارات الصائبة.

بعد الجراحة الأولى، استمرت المتابعة الطبية في مستشفى دبي، إلى أن تم إخبار العائلة عن مستشفى الجليلة للأطفال ، وبرنامج “عاون” لدعم العلاج التابع لمؤسسة الجليلة ذراع العطاء في دبي الصحية ، والذي صمم لتقديم الدعم المادي لعلاج المرضى المقيمين في دولة الإمارات، بهدف تخفيف العبء المالي عن المرضى من غير القادرين على تحمل تكاليف علاجات الأمراض التي تهدد حياتهم، وكان اللقاء الأول مع الفريق الطبي بمثابة نقطة تحول في رحلة عبدالرحمن العلاجية، حيث بدأ التحضير لإجراء جراحة فونتان (Fontan)، وهي المرحلة الثالثة من العلاج الجراحي لحالته.

ويقول الأب الفريق الطبي في مستشفى الجليلة بدد مخاوفنا وأشعرنا بالطمأنينة، بالرغم أن العائلة قد مرّت بتجربة سابقة مع الجراحات القلبية، إلا أن الخوف لم يكن أقل حدة، كنتُ متردد بشأن العملية الثانية، لكن الأطباء وأوضحوا لنا مدى أهمية هذه الجراحة لضمان صحة ونمو عبدالرحمن بشكل طبيعي، ومن هناك كان لابد من السير قدماً على خطة الفريق الطبي بلا تردد.

ويضيف: عبدالرحمن، كان يتمتع بروح مرحة وثقة كبيرة بفريقه الطبي، حتى أنه في يوم الجراحة، قال لأحد الأطباء مازحًا إنه يريد المشي إلى غرفة العمليات بدلاً من أن يُنقل على نقالة، في لفتة عكست الراحة النفسية التي وفرها له الطاقم الطبي.

بعد الجراحة، احتاج عبدالرحمن إلى رعاية خاصة لمدة ثلاثة أشهر، وكانت التوصيات الطبية دقيقة، بما في ذلك تناول الحليب الغني بالكريمة لتعزيز طاقته. وبمرور الأيام، بدأ يستعيد نشاطه تدريجيًا.

اليوم، يتمتع عبدالرحمن بطاقة تفوق أشقاءه الثلاثة الأكبر سنًا. يحب ركوب دراجته واللعب دون أن يظهر عليه أي تعب، إنه طفل واثق بنفسه، قوي، ولا يشعر أبدًا بأنه مختلف عن غيره.

بعد هذه التجربة الصعبة، يوجه والد عبدالرحمن رسالة لكل الأهل الذين قد يواجهون تجربة مماثلة، ويقول: ثقوا بالأطباء، وبالمستشفيات المحلية، نحن محظوظون بوجود مستشفى الجليلة للأطفال في دبي، حيث يعمل فريق من الأطباء المميزين بأحدث التقنيات لرعاية أطفالنا، وبدلاً من السفر إلى الخارج، لدينا هنا في الإمارات كل ما نحتاجه من خبرة طبية ورعاية عالمية المستوى.

وتسعى مؤسسة الجليلة، ذراع العطاء لدبي الصحية من خلال برامجها ومبادراتها المجتمعية إلى التكفل بعلاج حالات إنسانية لما يزيد عن 8600 حالة سنويا، 30% منها أطفال يعانون من أمراض مهددة للحياة مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية وغيرها من الأمراض المزمنة، بما يؤكد التزام المؤسسة بتغيير حياة االمحتاجين في المجتمع، وذلك من خلال “صندوق الطفل” الذي يأتي ضمن سجل جهود المؤسسة الحافل بالإنجازات الخيرية الرامية لدعم التعليم والأبحاث والعلاجات الطبية.

تمكين أطباء الغد

نؤمن في مؤسسة الجليلة، أن الاستثمار في المعرفة هو أساس التقدم، وبفضل الدعم السخي من مؤسسة “ميم” تمكنا من رعاية عشرة طلاب متميزين من المواهب الإماراتية الاستثنائية، لمتابعة تعليمهم الطبي المتقدم.تجسد هذه المنح التزامنا الراسخ بتطوير قطاع الرعاية الصحية في الدولة، وتعزيز رؤيتنا المشتركة لإحداث تأثير إيجابي مستدام في حياة الأفراد.ومن خلال دراستهم في جامعتي محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية و”كوينز بلفاست”، يكتسب هؤلاء الأطباء مهارات وخبرات عالمية متميزة، ستنعكس إيجاباً على المجتمعات التي سيخدمونها عند عودتهم إلى وطنهم الإمارات.من بين أبرز هؤلاء الطلاب، ميرا عبد الرحمن الغافري، التي حققت معدل امتياز 3.96 في برنامج الماجستير في جراحة “اللثة”، إلى جانب تميزها بتفانيها في رعاية المرضى.

وبفضل دعم مؤسستي “الجليلة” و”ميم”، واصلت ميرا مسيرتها الأكاديمية بمهاراتها المتميزة وتعاطفها العميق، الذي يُعد جوهراً أساسياً في مهنة الطب.يمتد تأثير البرنامج إلى ما هو أبعد من الإنجازات الفردية، إذ يمثل استثمارًا استراتيجيًا في تنمية الكفاءات الإماراتية المتميزة، وإعداد كوادر متخصصة في الرعاية الصحية قادرة على مواكبة التطورات المستمرة، والمساهمة في تحقيق رؤيتنا المشتركة نحو مجتمع أكثر صحة وازدهارًا.

وقبيل انطلاق الرحلة الأكاديمية، حظيت ميرا عبد الرحمن الغافري بدعوة كريمة من، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، “رعاه الله”، و سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، ولم يكن هذا اللقاء مجرد احتفاء بإنجازاتهم الأكاديمية، بل شكل رسالة دعم وتحفيز من القيادة والمجتمع، تأكيدًا على التزامهم برعاية المواهب الوطنية وتمكينها من تحقيق التميز.

مع كل خريج جديد، نؤمن أن برنامج المنح الدراسية سيعزز من كفاءة الرعاية الصحية، ويبني إرثاً من العناية الإنسانية.

من خلال تمكين المواهب الإماراتية، نعمل على إعداد جيل المستقبل في مجال الرعاية الصحية، ليس فقط ليتمكنوا من تقديم الرعاية الطبية، بل ليكونوا مصدرًا للأمل في حياة كل مريض، مؤكدين بذلك التزامنا بتوفير بيئة صحية مفعمة بالتعاطف والعناية.

بفضل دعم مؤسسة “ميم”، يواصل هؤلاء الطلاب العشرة دراستهم في مجالات متنوعة تشمل أمراض القلب، تمريض الأطفال، تقويم الأسنان، بالإضافة إلى برامج البكالوريوس في الطب والجراحة، مما يسهم في تعزيز الكفاءات الطبية وتطوير قدراتهم.

كل خريج نسانده يمثل خطوة أقرب نحو تحقيق رؤيتناللأمل، حيث تمتد تأثيرات هذه الخطوات لتلامس حياة الآخرين وتعزز قوة مجتمعنا.نحن ممتنون لمؤسسة “ميم” التي حولت هذه الأحلام إلى واقع ملموس، معًا، نبني إرثًا من الرحمة والصمود والتمكين، يسهم في نهضة وطننا ويحقق تحولًا إيجابيًا في حياة الأجيال القادمة

كسر حاجز الصمت وإيجاد الأمل خلال رحلة الشفاء

يتخذ العديد من مرضى السرطان قراراً بإخفاء مرضهم عن أقرب الأشخاص إليهم، ولا يمكن لأحد إدراك حجم العبء الواقع على كاهلهم جرّاء رغبتهم هذه.

فرزانة محمد هي سيدة تبلغ من العمر 33 عاماً ولدت وترعرعت في إمارة دبي، جرى تشخيص إصابتها بمرض السرطان، لكن ورغم صعوبة هذا الموقف قرّرت إخفاء هذا الخبر عن الجميع … أو حتى الآن على الأقل.

فرزانة هي زوجة وأم مخلصة لعائلتها ولديها ابنة جميلة تُدعى هند تبلغ من العمر ثلاث سنوات، كما أنها ربة منزل رائعة تجد سعادتها في رعاية عائلتها وطهي أشهى الأطباق والتصوير واستكشاف الثقافات الجديدة.

عاشت فرزانة فرحة الأمومة التي لطالما تمنتها بعد معاناة ومشاكل عديدة في الحمل والإنجاب دامت لمدة تسع سنوات، لكن هذه الفرحة سرعان ما تلاشت بعد تشخيصها بسرطان المريء، إذ تلقت هذا الخبر مثل الصاعقة وطغت مشاعر الخوف والاضطراب على فرحة استقبالها لابنتها. وعلاوة على ذلك، أثَّرت العلاجات على جسدها وجعلتها تشعر بالوهن والعجز، ومرّت بحالة من انطفاء الروح وظلام البدن بسبب مرارة وصعوبة الواقع القاسي لمرضها. “لم أتمكن من التعرَّف على نفسي عندما كنت أنظر في المرآة”.

شعرت فرزانة بالضياع واليأس والوحدة وقد كان من الصعب جداً عليها أن تهزم المرض وهي تحارب بمفردها. وفجأة، ظهرت بوادر أمل في الأفق بعد تلقيها عبر منصة فيسبوك رسالة من شخص لا تعرفه يخبرها فيها عن مجلس الأمل. “لقد غيرت هذه الرسالة كل شيء!” فقد وجدت فرزانة في المجلس مجتمعاً داعماً من النساء اللواتي أدركن معاناتها، الأمر الذي ساعدها على إطلاق العنان لقوتها والعثور على الشجاعة اللازمة لمواجهة هذه المحنة وتخطيها.

لم يكن المجلس بالنسبة إلى فرزانة مجرد بيئة داعمة وحسب، بل أصبحت تعتبره شريان الحياة والمصدر لتعزيز قوتها وكذلك المنبع الذي تستمد منه الأمل بمستقبل أجمل. “أتمنى أثناء تذكري لما عشته في الماضي لو كنت أعرف عن هذا المجتمع الداعم في بداية مرضي، فالمجلس الآن بمثابة عائلتي الثانية”.

اكتشفت فرزانة القوة الكامنة بين جنبات الضعف وأدركت أهمية كسر حاجز الصمت والتحدث عن مرضها. واليوم، لم تتخلص فرزانة من ثقل مشاعر الخوف وعبء إخفاء مرضها فحسب، بل أصبحت أيضاً ملهمة وقدوة تبث الأمل في نفوس المرضى الآخرين، وتدعو إلى الكشف المبكر كما تؤكد على أهمية خدمات الدعم المتاحة لكل من يحتاج إليها.

“أكبر مخاوفي وأعظمها تمثّلت في شعوري بالقلق من احتمالية تعرضي للتمييز أو رؤية الشفقة في عيون من حولي، أو تهميشي وإشعاري بالعجز بسبب إصابتي بالسرطان. لكن جميع هذه المخاوف تبددت بمجرد انضمامي إلى مجلس الأمل. والآن، أشارك بكل ثقة قصة نجاتي من مرض السرطان وأؤكد دوماً أن “الكشف المبكر هو السبيل لإنقاذ حياة المصابين. ومن الضروري أيضاً أن نحرص على عدم تجاهل أي تغيير نلاحظه في صحتنا وجسدنا، وأن نتذكر دائماً أنّنا لسنا لوحدنا وبأنه يوجد مجتمع داعم لمساعدتنا والعديد من الأشخاص الرائعين الذين نستطيع اللجوء إليهم”.

يُعاني مرضى السرطان يومياً لمواجهة الرهاب المقترن بهذا المرض ونظرة المجتمع السلبية تجاهه. وفي خضم هذه المعركة، يأتي مجلس الأمل ليوفِّر “ملاذاً آمناً” ومنارة تبث الأمل وتُقدِّم الدعم للمحتاجين والمرضى. وفيه، تجد العضوات الدعم العاطفي والراحة بأنهن لسن بمفردهن وأن جميع الأسرار يمكن مشاركتها مهما كانت شديدة الوطأة.

نجحّت فرزانة في تحرير قوتها من أسر الخوف والعجز وتحلت بالشجاعة “للإفصاح عن مشاعرها” ومواجهة الأفكار السلبية للتحدث عن المرض وتعزيز الوعي بشأنه.

وعند التفكير في تجربتها، تدرك فرزانة أن “كل قصة متفردة في جوهرها لكن جميعها تشترك في سعي أبطالها للتغلب على المحن والشدائد” التي فرضها المرض عليهم.