أرشيفات التصنيف: قصص الأمل

“مؤسسة الجليلة” تٌعالج عبد الله من عيب خلقي بالرأس بخطة علاجية شاملة

نجحت “مؤسسة الجليلة” ذراع العطاء لـ “دبي الصحية” في منح الطفل عبد الله فرصة لعيش حياة أفضل، بعد علاجه من عيب خلقي في الرأس، ضمن مبادرة “صندوق الطفل” التي تدعم العلاج والرعاية الطبية للمرضى غير القادرين على تحمل تكاليف العلاج.

تفصيلاً:” لم تكن فرحة الأبوين بطفلهما الأول، عبد الله، مصري الجنسية، والمولود عام 2023، سوى بداية رحلة لم يتوقعاها، فسرعان ما تحولت البهجة إلى قلق حين اكتشفا أنه وُلد بعيب خلقي في الرأس”.

حملت الأم أحلاماً وردية لطفلها، متخيلة مستقبله المشرق، لكنها سرعان ما وجدت نفسها في مواجهة مسؤولية كبيرة، تفكر في حياته وتتمنى له مستقبلًا بلا قيود، ورغم المفاجأة، تماسكت ووقفت بجانب زوجها، باحثين معاً عن أمل يُنير درب صغيرهما.

لم يكن هناك ما يثير القلق عند الولادة، كما يروي الأب، وخلال الحصول على جرعة التطعيم الأولى في مركز العوير الصحي بدبي، لاحظت طبيبة الأطفال خللاً في تكوين رأس عبدالله وأخبرته أن العلاج يجب أن يبدأ قبل بلوغه ستة أشهر، ليجد الأب نفسه أمام تحدٍّ لم يكن مستعد له، خاصة أن التأمين الصحي لا يغطي نفقات العلاج.

ويضيف الأب: عرضتُ عبدالله على طبيب ثانٍ، على أمل أن يكون له رأي آخر في التشخيص، يكون أخف وطأة، لكن تقريره تطابق مع رأي طبيبة مركز العوير، حيث أكد أيضاً وجود عيب خلقي في الرأس، وأوصى بمراجعة أحد المستشفيات الكبرى، حينها، أشار إلى مؤسسة الجليلة، ذراع العطاء لـدبي الصحية، لما تمتلكه من إمكانيات متقدمة، عبر مستشفى الجليلة للأطفال.

وبعد دراسة الحالة، جاء الرد المنتظر من مؤسسة الجليلة، بالموافقة على علاج عبدالله والتكفل بالنفقات، وذلك عبر مستشفى الجليلة للأطفال ضمن مبادرة “صندوق الطفل” التابع للمؤسسة، وكانت تلك اللحظة بمثابة الفرج للأسرة، إذ شعرت وكأنها قطعت نصف الطريق نحو رحلة علاج عبدالله.

في مستشفى الجليلة للأطفال خضع عبدالله لفحوصات طبية شاملة، شملت تصوير الرأس لتحديد الحجم بدقة، وصولًا إلى توصية نهائية بوضع خطة علاجية تعتمد على تركيب خوذة طبية مصممة لتعديل شكل الرأس تدريجياً وإعادته إلى وضعه الطبيعي، وقد حُددت مدة العلاج بستة أشهر، وتتطلب متابعة لضمان تحقيق النتائج المرجوة.

بدأ تنفيذ الخطة العلاجية للطفل عبدالله وسط ترقب الأبَوين ودعواتهما الصادقة بأن يُشفى طفلهما الوحيد، ولم تذهب هذه الدعوات سُدى، حيث قام الفريق الطبي بتركيب “الخوذة” بنجاح، مشيرين إلى أن تصحيح شكل الرأس سيستغرق نحو ستة أشهر.

خلال هذه الفترة، خضع عبدالله لمتابعة طبية دورية لضمان عدم حدوث أي مضاعفات، ومع كل فحص، كانت الأمور تسير على ما يرام حتى انقضت الأشهر الستة، وأعلن الفريق بشائر الشفاء التام، ليبدأ عبدالله حياته مجددًا دون قيود، ويتمكن من عيش طفولته بكل طبيعتها.

في هذه الأثناء كانت فرحة الأبوين لا توصف بشفاء طفلهما وعودته إلى ممارسة حياته بشكل طبيعي دون مضاعفات، وأكدا على الدور الكبير الذي قدمه مستشفى الجليلة للأطفال، الذي تحمل المسؤولية كاملة بداية من الفحوصات الطبية والأشعة اللازمة وحتى تركيب الخوذة الطبية، إضافة إلى المتابعة الصحية لمدة 6 أشهر والاطمئنان تماماً على حالة عبدالله.

“مؤسسة الجليلة”.. تنقذ “فيرازيا” من اللوكيميا وتمنحها فرصة جديدة للحياة دبي،..

نجحت “مؤسسة الجليلة”، ذراع العطاء لـ”دبي الصحية”، في منح الطفلة “فيرازيا” فرصة جديدة للحياة بعد إصابتها بسرطان الدم (اللوكيميا)، وذلك من خلال التكفل بكامل نفقاتها الطبية ضمن برنامج “عاون” التابع للمؤسسة.

تفصيلاً:” لم تكن عائلة فيرازيا تتوقع أن تأخذ رحلة طفولتها منعطفًا مغايراً، فعندما استمرت الحمى دون انخفاض، وظهرت نتائج غير طبيعية في تحاليل الدم، بدأت القصة تتكشف، بإصابة، فيرازيا فرحان لطيف، من الهند ومواليد 2021، بسرطان الدم (اللوكيميا)، وهنا بدأت رحلة العلاج”.
وقع الخبر كان قوياً، خاصة أن العائلة تحمل في طياتها تجربة سابقة مع هذا المرض، وفقدت إحدى قريبات الأم حياتها بسببه في سن 23 عامًا، غير أنها لم تستسلم للخوف، وقررت مواجهة التحدي بكل قوة وإصرار.

في ثنايا هذا الواقع، لم يكن الخوف مقتصراً على المرض فقط، بل أيضًا على كيفية تأمين العلاج اللازم، فتكاليف العلاجات السرطانية مرتفعة، وبدى المستقبل غامضاً أمام والدي فيرازيا، في هذا الشأن.

وفي خضم هذا القلق، سعت العائلة لإيجاد سبيل لتغطية تكاليف العلاج، فتواصلت مع مؤسسة الجليلة، ذراع العطاء لـدبي الصحية، بحثاً عن حل عاجل، وبخطوات متسارعة، قدمت الأسرة طلباً لدعم علاج طفلتها، وبعد دراسة حالتها، تم قبولها وتحويلها إلى مستشفى الجليلة للأطفال، مع التكفل بكامل النفقات الطبية ضمن برنامج “عاون” التابع للمؤسسة، مما منح العائلة الأمل في بدء رحلة العلاج.

وفي هذا السياق، أوضحت هاجر آل علي، مديرة إدارة البرامج في مؤسسة الجليلة، أن “صندوق الطفل”، التابع للمؤسسة، قد أُسس في نوفمبر 2023، ونجح في تقديم دعم اجتماعي مهم، من خلال توفير الرعاية الصحية الشاملة للأطفال، إلى جانب تعزيز الوعي المجتمعي بتقديم الدعم اللازم.

وأكدت أن مؤسسة الجليلة تتبع مجموعة من المعايير لقبول الحالات المرضية، حيث يتم التركيز على مدى الحاجة الفعلية للدعم الطبي، والوضع المالي للأسرة، بالإضافة إلى تقييم طبي شامل للحالة الصحية للطفل، وفي هذا الإطار نعمل بشفافية مع شركائنا لضمان المساعدة اللازمة بغض النظر عن الجنسية أو الخلفية الاجتماعية.

وأوضحت أن قصص النجاح تُشكل مصدر إلهام للكادر الطبي والإداري وأسرة مستشفى الجليلة، فهي تعزز روح العطاء والمثابرة، وتبعث رسالة تفاؤل للجميع، وعندما نشهد عودة طفل إلى حياته الطبيعية بعد رحلة علاجية، نعلم أن جهودنا تسهم فعلياً في صنع فارق حقيقي.

بدأت رحلة العلاج، وبالرغم من التحديات، كانت روحها المرِحة وابتسامتها حاضرتين دائماً، فقد واجهت الواقع، بابتسامة وعزيمة، وأن الأطباء في مستشفى الجليلة كانوا بمثابة أصدقاء مقربين لها، حيث كانت تنتظر مواعيد الفحوصات، ليس، لأنها مضطرة، بل لترى فريقها الطبي الذي غمرها بالحب والرعاية.

ومع تقدم العلاج، تحسنت حالتها تدريجياً، وعادت إلى طاقتها المعتادة، وأصبحت تستمتع بركوب “السكوتر”، واللعب دون قيود، بجانب تقدمها الدراسي.

وفي رسالة شكر لمستشفى الجليلة للأطفال، تقول العائلة: منذ لحظة استقبال فيرازيا ، شعرنا بالعناية والدعم الكبيرين، لقد قدموا لنا الأمل والطمأنينة قبل العلاج، وعملوا ليل نهار على خدمة طفلتنا، فلهم كل التحية والامتنان.

آدم” : مشاكل القلب والكلى كادت تسلبه الحياه ومؤسسة الجليلة تهديه فرصة جديدة

في لحظة طال انتظارها، استقبل الأبوان مولودهما الأول آدم وسط فرحة غامرة زينتها الزهور والابتسامات، ليكون تحقيقًا لحلم طال انتظاره خلال رحلة حمل مليئة بالتخطيط والأمل، لكن الفرحة لم تكتمل، إذ اكتشف الأطباء أن آدم يعاني من مشكلات صحية في القلب والكلى لم يتم الكشف عنها خلال فترة الحمل، والأمر يستدعي تدخلاً طبياً عاجلاً، ليجد الأبوان اللذان يحملان الجنسية السورية أنهما أمام تحدٍّ طبي ومالي كبير يفوق إمكانياتهم المادية بمراحل.

في ظل هذه الظروف أوصى أحد المقربين من الأب بعرض حالة طفله على مؤسسة الجليلة، ذراع العطاء لدبي الصحية، وبالفعل أسرع الأب إلى المؤسسة طالبا المساعدة، وتم تقديم طلب للحصول على علاج صغيره، وبعد دراسة حالته، تم قبول طلبه ضمن برنامج صندوق الطفل التابع لمؤسسة الجليلة، الذي أكد التزامه بتغطية النفقات الطبية اللازمة ضمن في مستشفى الجليلة للأطفال.

وبفضل التشخيص الدقيق للفريق الطبي، خضع آدم لسلسلة من التدخلات الجراحية المعقدة، شملت عمليتي قسطرة للقلب، وثلاث عمليات لتوسيع الحالب، وزراعة قوقعة سمعية، إضافة إلى جراحات لمعالجة مشكلات في الأذن والأنف والبطن.

وفي هذا السياق قال والد آدم: لم تكن رحلة العلاج سهلة، فقد تنقلنا بين الفحوصات الطبية والعمليات الجراحية المتعددة، وكان علينا التحلي بالصبر والتفاؤل، فكل خطوة نحو التحسن كانت تغرس فينا الأمل وتزيد من تفاؤلنا بمستقبل صغيرنا.

وأضاف: وضع الفريق الطبي خطة علاجية شاملة، مستعيناً بأحدث التقنيات والأجهزة الطبية المتطورة، كما قدموا الدعم النفسي المتواصل، مما كان له بالغ الأثر في رفع معنوياتنا، والتخفيف من الضغوط الصحية والنفسية.

وتابع الأب: أصبح آدم قادراً على السمع بوضوح بعد زراعة القوقعة، كما تحسّنت قدرته على التنفس والنوم بشكل طبيعي بفضل إجراء القسطرة القلبية، فهو الآن يبتسم، ويضحك، ويلعب كأقرانه من الأطفال، وهو إنجاز طبي بارز لم يكن ليتحقق إلا بدعم مستشفى الجليلة للأطفال.

يعد “صندوق الطفل” مبادرة مجتمعية على مستوى إمارة دبي هدفها مد يد العون وتقديم الرعاية الصحية للأطفال خلال رحلة علاجهم، إلى جانب تمكين أفراد المجتمع من توفير الدعم وتعزيز ثقافة العطاء بما يضمن حصول كل طفل على الرعاية التي يحتاجها.

ويأتي “الصندوق” ضمن جهود مؤسسة الجليلة ذراع العطاء لدبي الصحية، لدعم التعليم والأبحاث والعلاجات الطبية، إلى جانب التكفل بعلاج حالات إنسانية لما يزيد عن 8600 حالة، 30% منها أطفال يعانون من أمراض خطيرة مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية، وغيرها من الأمراض المزمنة.

عبدالرحمن.. قلب صغير تحدّى المرض بثلاث عمليات جراحية

وُلِد عبدالرحمن بحالة طبية نادرة تُعرف بـ متلازمة القلب الأيمن ناقص التنسّج (HRHS)، وهي تؤثر على تدفق الدم إلى الرئتين وتسبب صعوبة في التنفس، لم يكن والده ووالدته يعلمان في البداية مدى تعقيد حالته، لكن في اليوم العشرين من عمره، لاحظت والدته أن لون شفتيه وأظافره بدأ يتحول إلى الأزرق مع كل نفسٍ يأخذه، حينها، بدأت رحلة العلاج التي امتدت لسنوات.

بعد إجراء الفحوصات الأولية في مستشفى دبي التابع لدبي الصحية، تم تحويل عبدالرحمن مواليد 2019 باكستاني الجنسية، إلى مستشفى خليفة في أبوظبي، حيث خضع لأول عملية جراحية وهو لم يكمل شهره الثالث، وكانت تلك الخطوة الأولى في سلسلة من العمليات الجراحية التي تهدف إلى تصحيح تدفق الدم وتحسين وظائف القلب.

لم يكن الطريق سهلاً على أسرته، فكل قرار طبي كان يحمل معه الكثير من القلق والتوتر، ولكن في كل مرة، كانت العائلة تجد السند في الأطباء المتخصصين الذين قدموا لهم الدعم والمعلومات اللازمة لاتخاذ القرارات الصائبة.

بعد الجراحة الأولى، استمرت المتابعة الطبية في مستشفى دبي، إلى أن تم إخبار العائلة عن مستشفى الجليلة للأطفال ، وبرنامج “عاون” لدعم العلاج التابع لمؤسسة الجليلة ذراع العطاء في دبي الصحية ، والذي صمم لتقديم الدعم المادي لعلاج المرضى المقيمين في دولة الإمارات، بهدف تخفيف العبء المالي عن المرضى من غير القادرين على تحمل تكاليف علاجات الأمراض التي تهدد حياتهم، وكان اللقاء الأول مع الفريق الطبي بمثابة نقطة تحول في رحلة عبدالرحمن العلاجية، حيث بدأ التحضير لإجراء جراحة فونتان (Fontan)، وهي المرحلة الثالثة من العلاج الجراحي لحالته.

ويقول الأب الفريق الطبي في مستشفى الجليلة بدد مخاوفنا وأشعرنا بالطمأنينة، بالرغم أن العائلة قد مرّت بتجربة سابقة مع الجراحات القلبية، إلا أن الخوف لم يكن أقل حدة، كنتُ متردد بشأن العملية الثانية، لكن الأطباء وأوضحوا لنا مدى أهمية هذه الجراحة لضمان صحة ونمو عبدالرحمن بشكل طبيعي، ومن هناك كان لابد من السير قدماً على خطة الفريق الطبي بلا تردد.

ويضيف: عبدالرحمن، كان يتمتع بروح مرحة وثقة كبيرة بفريقه الطبي، حتى أنه في يوم الجراحة، قال لأحد الأطباء مازحًا إنه يريد المشي إلى غرفة العمليات بدلاً من أن يُنقل على نقالة، في لفتة عكست الراحة النفسية التي وفرها له الطاقم الطبي.

بعد الجراحة، احتاج عبدالرحمن إلى رعاية خاصة لمدة ثلاثة أشهر، وكانت التوصيات الطبية دقيقة، بما في ذلك تناول الحليب الغني بالكريمة لتعزيز طاقته. وبمرور الأيام، بدأ يستعيد نشاطه تدريجيًا.

اليوم، يتمتع عبدالرحمن بطاقة تفوق أشقاءه الثلاثة الأكبر سنًا. يحب ركوب دراجته واللعب دون أن يظهر عليه أي تعب، إنه طفل واثق بنفسه، قوي، ولا يشعر أبدًا بأنه مختلف عن غيره.

بعد هذه التجربة الصعبة، يوجه والد عبدالرحمن رسالة لكل الأهل الذين قد يواجهون تجربة مماثلة، ويقول: ثقوا بالأطباء، وبالمستشفيات المحلية، نحن محظوظون بوجود مستشفى الجليلة للأطفال في دبي، حيث يعمل فريق من الأطباء المميزين بأحدث التقنيات لرعاية أطفالنا، وبدلاً من السفر إلى الخارج، لدينا هنا في الإمارات كل ما نحتاجه من خبرة طبية ورعاية عالمية المستوى.

وتسعى مؤسسة الجليلة، ذراع العطاء لدبي الصحية من خلال برامجها ومبادراتها المجتمعية إلى التكفل بعلاج حالات إنسانية لما يزيد عن 8600 حالة سنويا، 30% منها أطفال يعانون من أمراض مهددة للحياة مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية وغيرها من الأمراض المزمنة، بما يؤكد التزام المؤسسة بتغيير حياة االمحتاجين في المجتمع، وذلك من خلال “صندوق الطفل” الذي يأتي ضمن سجل جهود المؤسسة الحافل بالإنجازات الخيرية الرامية لدعم التعليم والأبحاث والعلاجات الطبية.

تمكين أطباء الغد

نؤمن في مؤسسة الجليلة، أن الاستثمار في المعرفة هو أساس التقدم، وبفضل الدعم السخي من مؤسسة “ميم” تمكنا من رعاية عشرة طلاب متميزين من المواهب الإماراتية الاستثنائية، لمتابعة تعليمهم الطبي المتقدم.تجسد هذه المنح التزامنا الراسخ بتطوير قطاع الرعاية الصحية في الدولة، وتعزيز رؤيتنا المشتركة لإحداث تأثير إيجابي مستدام في حياة الأفراد.ومن خلال دراستهم في جامعتي محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية و”كوينز بلفاست”، يكتسب هؤلاء الأطباء مهارات وخبرات عالمية متميزة، ستنعكس إيجاباً على المجتمعات التي سيخدمونها عند عودتهم إلى وطنهم الإمارات.من بين أبرز هؤلاء الطلاب، ميرا عبد الرحمن الغافري، التي حققت معدل امتياز 3.96 في برنامج الماجستير في جراحة “اللثة”، إلى جانب تميزها بتفانيها في رعاية المرضى.

وبفضل دعم مؤسستي “الجليلة” و”ميم”، واصلت ميرا مسيرتها الأكاديمية بمهاراتها المتميزة وتعاطفها العميق، الذي يُعد جوهراً أساسياً في مهنة الطب.يمتد تأثير البرنامج إلى ما هو أبعد من الإنجازات الفردية، إذ يمثل استثمارًا استراتيجيًا في تنمية الكفاءات الإماراتية المتميزة، وإعداد كوادر متخصصة في الرعاية الصحية قادرة على مواكبة التطورات المستمرة، والمساهمة في تحقيق رؤيتنا المشتركة نحو مجتمع أكثر صحة وازدهارًا.

وقبيل انطلاق الرحلة الأكاديمية، حظيت ميرا عبد الرحمن الغافري بدعوة كريمة من، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، “رعاه الله”، و سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، ولم يكن هذا اللقاء مجرد احتفاء بإنجازاتهم الأكاديمية، بل شكل رسالة دعم وتحفيز من القيادة والمجتمع، تأكيدًا على التزامهم برعاية المواهب الوطنية وتمكينها من تحقيق التميز.

مع كل خريج جديد، نؤمن أن برنامج المنح الدراسية سيعزز من كفاءة الرعاية الصحية، ويبني إرثاً من العناية الإنسانية.

من خلال تمكين المواهب الإماراتية، نعمل على إعداد جيل المستقبل في مجال الرعاية الصحية، ليس فقط ليتمكنوا من تقديم الرعاية الطبية، بل ليكونوا مصدرًا للأمل في حياة كل مريض، مؤكدين بذلك التزامنا بتوفير بيئة صحية مفعمة بالتعاطف والعناية.

بفضل دعم مؤسسة “ميم”، يواصل هؤلاء الطلاب العشرة دراستهم في مجالات متنوعة تشمل أمراض القلب، تمريض الأطفال، تقويم الأسنان، بالإضافة إلى برامج البكالوريوس في الطب والجراحة، مما يسهم في تعزيز الكفاءات الطبية وتطوير قدراتهم.

كل خريج نسانده يمثل خطوة أقرب نحو تحقيق رؤيتناللأمل، حيث تمتد تأثيرات هذه الخطوات لتلامس حياة الآخرين وتعزز قوة مجتمعنا.نحن ممتنون لمؤسسة “ميم” التي حولت هذه الأحلام إلى واقع ملموس، معًا، نبني إرثًا من الرحمة والصمود والتمكين، يسهم في نهضة وطننا ويحقق تحولًا إيجابيًا في حياة الأجيال القادمة

كسر حاجز الصمت وإيجاد الأمل خلال رحلة الشفاء

يتخذ العديد من مرضى السرطان قراراً بإخفاء مرضهم عن أقرب الأشخاص إليهم، ولا يمكن لأحد إدراك حجم العبء الواقع على كاهلهم جرّاء رغبتهم هذه.

فرزانة محمد هي سيدة تبلغ من العمر 33 عاماً ولدت وترعرعت في إمارة دبي، جرى تشخيص إصابتها بمرض السرطان، لكن ورغم صعوبة هذا الموقف قرّرت إخفاء هذا الخبر عن الجميع … أو حتى الآن على الأقل.

فرزانة هي زوجة وأم مخلصة لعائلتها ولديها ابنة جميلة تُدعى هند تبلغ من العمر ثلاث سنوات، كما أنها ربة منزل رائعة تجد سعادتها في رعاية عائلتها وطهي أشهى الأطباق والتصوير واستكشاف الثقافات الجديدة.

عاشت فرزانة فرحة الأمومة التي لطالما تمنتها بعد معاناة ومشاكل عديدة في الحمل والإنجاب دامت لمدة تسع سنوات، لكن هذه الفرحة سرعان ما تلاشت بعد تشخيصها بسرطان المريء، إذ تلقت هذا الخبر مثل الصاعقة وطغت مشاعر الخوف والاضطراب على فرحة استقبالها لابنتها. وعلاوة على ذلك، أثَّرت العلاجات على جسدها وجعلتها تشعر بالوهن والعجز، ومرّت بحالة من انطفاء الروح وظلام البدن بسبب مرارة وصعوبة الواقع القاسي لمرضها. “لم أتمكن من التعرَّف على نفسي عندما كنت أنظر في المرآة”.

شعرت فرزانة بالضياع واليأس والوحدة وقد كان من الصعب جداً عليها أن تهزم المرض وهي تحارب بمفردها. وفجأة، ظهرت بوادر أمل في الأفق بعد تلقيها عبر منصة فيسبوك رسالة من شخص لا تعرفه يخبرها فيها عن مجلس الأمل. “لقد غيرت هذه الرسالة كل شيء!” فقد وجدت فرزانة في المجلس مجتمعاً داعماً من النساء اللواتي أدركن معاناتها، الأمر الذي ساعدها على إطلاق العنان لقوتها والعثور على الشجاعة اللازمة لمواجهة هذه المحنة وتخطيها.

لم يكن المجلس بالنسبة إلى فرزانة مجرد بيئة داعمة وحسب، بل أصبحت تعتبره شريان الحياة والمصدر لتعزيز قوتها وكذلك المنبع الذي تستمد منه الأمل بمستقبل أجمل. “أتمنى أثناء تذكري لما عشته في الماضي لو كنت أعرف عن هذا المجتمع الداعم في بداية مرضي، فالمجلس الآن بمثابة عائلتي الثانية”.

اكتشفت فرزانة القوة الكامنة بين جنبات الضعف وأدركت أهمية كسر حاجز الصمت والتحدث عن مرضها. واليوم، لم تتخلص فرزانة من ثقل مشاعر الخوف وعبء إخفاء مرضها فحسب، بل أصبحت أيضاً ملهمة وقدوة تبث الأمل في نفوس المرضى الآخرين، وتدعو إلى الكشف المبكر كما تؤكد على أهمية خدمات الدعم المتاحة لكل من يحتاج إليها.

“أكبر مخاوفي وأعظمها تمثّلت في شعوري بالقلق من احتمالية تعرضي للتمييز أو رؤية الشفقة في عيون من حولي، أو تهميشي وإشعاري بالعجز بسبب إصابتي بالسرطان. لكن جميع هذه المخاوف تبددت بمجرد انضمامي إلى مجلس الأمل. والآن، أشارك بكل ثقة قصة نجاتي من مرض السرطان وأؤكد دوماً أن “الكشف المبكر هو السبيل لإنقاذ حياة المصابين. ومن الضروري أيضاً أن نحرص على عدم تجاهل أي تغيير نلاحظه في صحتنا وجسدنا، وأن نتذكر دائماً أنّنا لسنا لوحدنا وبأنه يوجد مجتمع داعم لمساعدتنا والعديد من الأشخاص الرائعين الذين نستطيع اللجوء إليهم”.

يُعاني مرضى السرطان يومياً لمواجهة الرهاب المقترن بهذا المرض ونظرة المجتمع السلبية تجاهه. وفي خضم هذه المعركة، يأتي مجلس الأمل ليوفِّر “ملاذاً آمناً” ومنارة تبث الأمل وتُقدِّم الدعم للمحتاجين والمرضى. وفيه، تجد العضوات الدعم العاطفي والراحة بأنهن لسن بمفردهن وأن جميع الأسرار يمكن مشاركتها مهما كانت شديدة الوطأة.

نجحّت فرزانة في تحرير قوتها من أسر الخوف والعجز وتحلت بالشجاعة “للإفصاح عن مشاعرها” ومواجهة الأفكار السلبية للتحدث عن المرض وتعزيز الوعي بشأنه.

وعند التفكير في تجربتها، تدرك فرزانة أن “كل قصة متفردة في جوهرها لكن جميعها تشترك في سعي أبطالها للتغلب على المحن والشدائد” التي فرضها المرض عليهم.

رحلة سراب: رؤية النور من جديد

أصيبت سراب بنزيف زجاجي حاد في عينها جعلها في حاجة ماسة لإجراء عملية جراحية عاجلة لكي تستعيد بصرها، وذلك في عام 2021 وبعد مرور بضعة أيام على فاجعة وفاة زوجها، وقد كانت سراب -وهي امرأة سورية الأصل- أقامت حياة جديدة لها في دولة الإمارات العربية مع زوجها الفقيد وطفليهما، وكانت خير مثال على ربة المنزل المتفانية في عملها، إذ أنها كانت تجد سعادتها في رعاية أسرتها وقضاء الأوقات السعيدة مع ابنها وابنتها.

وقد أصابها الاكتئاب والغم بسبب فقدان بصرها، فقد كانت عاجزة عن قراءة القرآن –وهو سبيلها للسكينة الروحية– ومن ثم كانت نفسها تتوق إلى بصيص من الأمل، وقد أعرب ابنها، وهو أحد الركائز الداعمة التي ارتكزت عليها، عن حزنه لما أصابها قائلًا: “أنه لأمر مفجع يُفطر القلب أن أرى والدتي تعاني هذه المعاناة الشديدة.”

ثم جاءت حملة التمويل الجماعي لتخلق حالة جماعية من التعاطف معها، وكان كل تبرع وكل عمل من أعمال العطف والرحمة خيطًا من خيوط الأمل في الظلمة التي كابدتها؛ فقد لاقت دعوة ابنها صدى لدى الكثيرين، ومهد الكرم الذي أغدقه عليها الغرباء الطريق أمام رحلة شفائها، إذ تكفل محظوظ -وهو شريك طويل الأمد لمؤسسة الجليلة- بباقي المبلغ اللازم لإجراء العملية الجراحية لسراب.

وتجسد رحلة سراب بين العملية الجراحية والشفاء خير دليل على قوة المجتمع، حيث تحدث ابنها عن ذلك قائلًا: “تحسن نظر والدتي بعد العملية تحسنًا ملحوظًا، وعادت حياتها إلى طبيعتها. نحن في غاية الامتنان بهذه الهدية النفيسة التي حولت حياتنا؛ فأغلى شيء بالنسبة لي أن أرى والدتي تغمرها السعادة والأمل في المستقبل.”

تذكرنا قصة سراب بأن التعاطف والتكاتف يذهبان الظلمة ويخلقان الأمل حتى في أحلك الأوقات ظلامًا، فبفضل الدعم الذي لاقته سراب من المجتمع، استطاعت أن تخرج من أحلك ظلمات اليأس إلى نور الأمل لتستمتع مرة أخرى بجمال الحياة.

انقر على الرابط لمشاهدة الفيديو.

“كُتب لي عمر جديد مع ولادة ابنتي”

بشوق كبير، كانت أمينة المهيري وزوجها يعدّان الدقائق والثواني المتبقية لقدوم طفلتهما إلى هذه الدنيا. لقد خطّطا بعناية لأدق التفاصيل، فاختارا لون غرفة والملابس التي سترتديها عند مغادرة المستشفى. كانت الأمور جميلة حتى قرّرت الحياة أخذهما في منعطف آخر بمجرد إحساس أمينة بعلامات المخاض يوم عيد ميلاد قبل الموعد المتوقع للولادة. وفي حديثها عن تجربتها “كان من المفترض أن ألد في يناير 2021 لكنّ من الواضح أن طفلتي كانت على عجلة للقائنا”. وخلال خضوعها لعملية قيصرية لاحظ الأطباء علامات غير مطمئنة، حيث تبين لهم انتشار ورم سرطاني في المرحلة الثالثة على مبيضها الأيمن.

انهارت أمينة في تلك اللحظة وانتابتها صدمة كبيرة، فهي لم تعتقد يومًا أنها ستصاب بهذا المرض الخبيث ولا سيما خلال ولادتها. وأضافت هنا قائلةً: “لقد وقع هذ الخبر مثل الصاعقة، ولكن وقوف عائلتي وأصدقائي منحنني الجرعة التي أحتاجها من الدعم “. وفي الأسابيع التي تلت سماعها هذا الخبر المحزن، خضعت أمينة لسلسلة من العلاجات الصارمة لتستطيع الشفاء من مرضها وفي الوقت ذاته كانت منشغلة بالاعتناء بمولودتها الصغيرة التي أسمتها فايا.

قرّرت أمينة التحلّي بالصبر والتفاؤل بالرغم من قساوة الظروف التي غيّمت على حياتها، فأبت أن تستسلم واتخذت من الأمل حبل نجاة للبقاء صامد طوال رحلة علاجها، ووجدت عزاءً في عائلتها وأصدقائها وشعورها الجديد بالأمومة. “أنا أدرك كم أنا محظوظة للشعور بنعمة الأمومة قبل أن أفقد قدرتي على الإنجاب. فوجود فايا بجانبي منحني القوة لمحاربة هذا المرض، فكيف لا أتحمل العلاج بعد رؤية ابتسامتها التي تذيب القلوب”.

وتعيش أمينة اليوم حياة جميلة بعد أن انتصرت على المرض، وهي تفتخر بكونها أمًا لفايا وعضوة ومتطوعة في مجلس الأمل. وتعهدت بمساعدة غيرها من النساء اللواتيتعتبر يحاربن السرطان. “أتمنى لو سمعت عن مجلس الأمل خلال المراحل الأولى لمعاناتي مع المرض، فهو ملاذ آمن لاحتضان المرضى وتوفير الدعم النفسي والجسدي والعاطفي. وكم من الرائع أن يتيح لنا المركز هذه بيئة داعمة نساعد فيها بعضنا البعض! فهو مكان يبعث على الشعور بالسعادة ويحثنا على فعل الخير ومساعدة الآخرين، فجميع زوار المركز يعودون إلى بيوتهم والابتسامة تزيّن وجوههم”.

على الرغم من جميع التحديات الصحية التي تواجهها، تحرص أمينة على التمتع بكل لحظة في يومها. فهي تعشق رياضة غوص السكوبا وتسعى حاليًا لنيل شهادة الرابطة المهنية لمدربي الغوص لتصبح غواصة محترفة.

قررت أمينة مشاركتنا قصتها لتكسر الصور النمطية المنتشرة في مجتمعاتنا، وتناقش هذا الموضوع الذي يحاول الجميع تجنبه، وتساهم في رفع الوعي بين الناس. وهي تشدّد دومًا على أهمية الخضوع الجميع لفحوصات دورية بما في ذلك الأفراد الذين يتبعون نمط حياة صحي. فقصتها الملهمة هي أكبر دليل على أن مرض السرطان يهدّد جميع الناس بدون سابق إنذار، وأن التشخيص المبكر هو السبيل الأمثل للشفاء.

دارلينغتون تجد “قبيلة الأمل” في مجلس الأمل

لطالما عاشت دارلينغتون مناضلةً ومثابرة. لكن حياتها انقلبت رأسًا على عقب في شهر أبريل لعام 2022 بعد أن بلغها نبأ تشخيصها بالمرحلة الثالثة من سرطان الثدي. وحينها أدركت دارلينغتون أن عليها بذل جهد كبير للتحلي بالقوة ومقاومة هذا المرض للنجاة بحياتها.

علمت دارلينغتون بهذا الخبر المؤسف في سنّ الثالثة والأربعين، وكانت قبل ذلك تعيش حياة صحية، ممّا جعل وقع الخبر عليها صادمًا إلى أبعد الحدود. فسرعان ما سيطر عليها حزن شديد. ومما فاقم همومها فقدان زوجها وظيفته وعدم كفاية تأمينهما لتغطية تكاليف علاجها. لقد كانت دارلينغتون وزوجها عاطلين عن العمل وعاجزين عن تغطية نفقاتهما أو دفع تكلفة العلاج الضروري لمحاربة مرضها وإنقاذ حياتها.

شعرت دارلينغتون بأنها تسير نحو المجهول، لكنها لم تيأس ولم تفقد الأمل، بل تمسكت بأمل التعافي وكأنه “حبل نجاتها”، مدركةً أنه الضامن لعبورها تلك المرحلة الصعبة. وعلى الرغم من معاناتها النفسية والمادية، ظلت دارلينغتون قوية وشجاعة ومفعمة بالحياة. وبمساعدة مؤسسة الجليلة ومجتمع “عاوِن” للمتبرعين، بدأت دارلينغتون في تلقي العلاج اللازم للقضاء على ذلك المرض الخبيث، وبقيت طوال رحلتها نحو التعافي متفائلة وقوية بروح ملؤها العزم والإصرار.

وبعد تعافيها من آخر جلسات العلاج الكيماوي، تلقت دارلينغتون ذات صباح مكالمة من مجلس الأمل لحضور مناسبة الذكرى السنوية الأولى، التي وصفتها بأنها “أعادت إليها الحياة مرة أخرى”. ففي مجلس الأمل وجدت دارلينغتون “قبيلة الأمل”، وهي مجتمع يتألف من مجموعة من النساء اللاتي تأثرن بالسرطان؛ مجتمع لجأت إليه دارلينغتون للحصول على الدعم والتشجيع والتمسّك “بحبل النجاة” الذي طالما تطلعت إليه بشدة. “ظننت أن حياتي بلغت نهايتها، لكن الأمر تغير حين قابلت سيدات رائعات تجمعهن قصص ملهمة تزخر بالشجاعة والصمود”.

أصبح مجتمع مكافحي السرطان بمجلس الأمل بمثابة عائلة دارلينغتون الثانية، فقد مدّها هذا المجتمع بالقوة لمواصلة مسيرتها في مقاومة المرض. ومما زاد اطمئنانها وراحتها في ذلك الوقت الحرج معرفتها أن حالها كحال كثير من النساء الأخريات الذين سبقنها، وهو ما علمها أنّ الإصرار والمثابرة يفضيان إلى زوال الشدّة.

تشهد قصة دارلينغتون على الأثر الإيجابي لمثل تلك المجتمعات وصلابة الروح الإنسانية وأهمية الأمل. فقد ساعدها ما تحلت به من أمل وعزم – والدعم الذي قدمه الذين من حولها – في التغلب على كل الصعاب. إن دارلينغتون ممتنّة لكل من ساعدها في مسيرتها نحو التعافي من المرض. وفي هذا السياق تقول: “لا أستطيع أن أوفي مؤسسة الجليلة حقها من الشكر والثناء، فقد سارعتم لنجدتي حينما أصبت بسرطان الثدي. لقد تملكني الخوف بسبب عدم قدرتي على تحمل نفقات العلاج، لكنني بمساعدة هذا المجتمع الرائع حصلت على كل الدعم الذي كنت أحتاجه. وأنا اليوم بحال أفضل بكثير وأشعر أنني على ما يرام. شكرًا جزيلًا لكم لأنكم منحتموني الأمل وأفضل فرصة لمقاومة هذا المرض”.

“أنا ممتنة لكل من قدَّم لي الدعم طوال هذه الرحلة، وأخص بالذكر عائلتي وأصدقائي والمجتمع الرائع في مجلس الأمل. لقد منحتموني القوة لمقاومة المرض، ولم أكن لأحقق ذلك بدونكم”.

تحب دارلينغتون الموسيقى والأفلام والرقص وتستمتع بالطهي والتفنن في تجربة وصفات الطعام المختلفة من شتى أنحاء العالم، وفي ذلك تقول: “أشعر برضا كبير حين أشارك ما تصنعه يداي مع عائلتي وأصدقائي”.

واليوم تتطلع دارلينغتون إلى المستقبل بروح متفائلة بما سيكون في قادم الأيام. فحلمها هو أن تقدّم برنامجًا حواريًّا حتى تشارك أفكارها مع العالم وتتبادل مع النّاس أطراف الحديث حول موضوعات مهمة. ونحن في مؤسسة الجليلة على يقين بأن دارلينغتون ستحقق حلمها، وها نحن ننتظر مجيء ذلك اليوم حتى نفرح معها ونكون لها سندًا.

ستذكرنا قصة دارلينغتون دائمًا بأن الأمل لا يموت حتى وإن اشتدت الصعاب.

مقاتل صغير شجاع على طريق الشفاء

تعرّفوا على كايرو، هذا المقاتل الصغير الشجاع الذي تم تشخيص إصابته بعيب في الحاجز البطيني (المعروف بثقب في القلب) وعمره لا يزيد على 7 أسابيع. لم تستطع آلامه ومعاناته التأثير على روحه الغضّة، والابتسامة لا تفارق محيّاه.

يومًا بعد آخر، بدأت تأثيرات حالته الصحيّة بالظهور على جسده الصغير. وبحلول إتمامه الرابعة من عمره، كانت قواه تخونه، وطاقته تستنفد لتمنعه عن الاستمتاع بالأنشطة التي اعتبرها الأطفال الآخرون في سنّه أمرًا مفروغًا منه. تملّك والداه الحزن الشديد لرؤية معاناته، وهما يتوقان لرؤيته يركض ويلهو مع أصدقائه. لسوء الحظ، لم يكن لديهما المال أو الضمان الكافي لتأمين العلاج المنقذ لحياته.

جاء الأمل على شكل مبادرة كريمة أطلقتها مؤسسة الجليلة وشريكها منذ فترة طويلة بنك الإمارات دبي الوطني، لجمع الأموال اللازمة لتأمين الرعاية الصحية المناسبة لـ كايرو. تكلّلت العملية بالنجاح، وتغيّرت حياة كايرو نحو الأفضل. أصبح قلبه أكثر قوّة، وجسده مفعم بالطاقة والفرح.

وخلال الإجازة المدرسية، استطاع كايرو أخيرًا السفر لرؤية عائلته الكبيرة، حيث قضى وقتًا رائعًا، وكان مليئًا بالطاقة لدرجة أنه تمكن من التغلب على أبناء عمومته.

والدا كايرو ممتنّان جدًا لكل من قدم يد المساعدة في شفاء ابنهما. “مضى على العملية الآن ثلاثة شهور، وها هو ابننا العزيز يزداد قوة ونشاطًا كل يوم. لا يسعنا الإعراب عن سعادتنا وامتناننا لكل من تدخّل لمساعدتنا. في أحلك أوقاتنا، حصلنا على أعظم هدية على الإطلاق: هدية وجود طفل معافى بيننا. صغير تملؤه السعادة والحياة والأمل”.